responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 102

فتح مكة شرفها اللّه تعالى‌

كان في رمضان سنة ثمان. و كان السبب في ذلك أنه لما كان صلح الحديبية بين رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و بين قريش كان فيه أن: من أحب أن يدخل في عقد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و عهده فليدخل، و من أحب أن يدخل في عقد قريش و عهدهم فليدخل فيه، فدخلت بنو بكر في عهد قريش، و دخلت خزاعة في عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كما تقدم، و كان قبل ذلك بينهما دماء، أي فحجز الإسلام بينهما لتشاغل الناس به، و هم على ما هم عليه من العداوة، و كانت خزاعة حلفاء عبد المطلب بن هاشم جد النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، أي يناصرونه على عمه نوفل بن عبد مناف.

فإن المطلب لما مات وثب نوفل على ساحات و أفنية كانت لعبد المطلب و اغتصبه إياها، فاضطرب عبد المطلب لذلك و استنهض قومه، فلم ينهض معه أحد منهم، و قالوا له لا ندخل بينك و بين عمك، و كتب إلى أخواله بني النجار، فجاءه منهم سبعون راكبا فأتوا نوفلا و قالوا له: و رب البينة لتردنّ على ابن أختنا ما أخذت و إلا ملأنا منك السيف، فرده ثم حالف خزاعة بعد أن حالف نوفل بني أخيه عبد شمس، و كان (صلى اللّه عليه و سلم) يعلم بذلك الحلف فإنهم أوقفوه على كتاب عبد المطلب و قرأه عليه أبي بن كعب رضي اللّه عنه: أي بالحديبية، و هو باسمك اللهم، هذا حلف عبد المطلب بن هاشم لخزاعة إذا قدم عليه سرواتهم و أهل الرأي منهم، غائبهم يقرّ بما قاضى عليه شاهدهم أن بيننا و بينكم عهود اللّه و ميثاقه و ما لا ينسى أبدا، اليد واحدة و النصر واحد، ما أشرق ثبير و ثبت حرا مكانه، و ما بلّ بحر صوفة.

و في الإمتاع أن نسخة كتابهم: باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم و رجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة، تحالفوا على التناصر و المواساة ما بلّ بحر صوفة، حلفا جامعا غير مفرق، الأشياخ على الأشياخ، و الأصاغر على الأصاغر، و الشاهد على الغائب، و تعاهدوا و تعاقدوا أوكد عهد و أوثق عقد لا ينقض و لا ينكث، ما أشرقت شمس على ثبير، و حنّ بفلاة بعير، و ما أقام الأخشبان، و عمر بمكة إنسان، حلف أبد لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شدّا، و ظلام الليل مدا، و أن عبد المطلب و ولده و من معهم و رجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون، فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب، و على خزاعة النصرة لعبد المطلب و ولده و من معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل، و جعلوا اللّه على ذلك كفيلا، و كفى باللّه جميلا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ما أعرفني بحقكم و أنتم على ما أسلفتم عليه من الحلف.

فلما كانت الهدنة، و هي ترك القتال التي وقعت في صلح الحديبية اغتنمها بنو

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست