responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 5

قال: فلستم من ذهل الأكبر، أنتم ذهل الأصغر، فقام إليه شاب حين بقل وجهه أي طلع شعر وجهه، فقال له: إن على سائلنا أن نسأله، يا هذا إنك قد سألتنا فأخبرناك، فممن الرجل؟ فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه: أنا من قريش، فقال الفتى، بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة، فمن أي قريش أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرة فقال الفتى: أمنكم قصي الذي كان يدعى مجمعا قال لا، قال: فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه قال لا، قال: فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب، مطعم طير السماء، الذي كأن وجهه القمر يضي‌ء في الليلة الظلماء قال لا، و اجتذب أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه زمام ناقته، و رجع إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أخبره بذلك؛ فتبسم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قال له عليّ رضي اللّه تعالى عنه: لقد وقعت من الأعرابي على باقعة أي داهية أي ذي دهاء. و هو في الأصل اسم لطائر حذر يطير يمنة و يسرة قال: أجل أبا حسن؛ ما من طامة إلا فوقها طامة، و البلاء موكل بالمنطق، أي و استفهام الفتى توبيخي لا حقيقي لأن من المعلوم أن من ذكر ليسوا من تيم، لأن أبا بكر كما تقدم إنما يجتمع مع النبي (صلى اللّه عليه و سلم) في مرة؛ و مرة جد لقصي؛ فكأنه يقول له إن قبيلتكم لم تشتمل على هؤلاء الأشراف؛ أي كما أن قبيلتنا لم تشتمل على أولئك الأشراف.

و عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه تعالى عنهما «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لقي جماعة من شيبان بن ثعلبة؛ و كان معه أبو بكر و علي رضي اللّه تعالى عنهما؛ و أن أبا بكر سألهم ممن القوم؟ فقالوا: من شيبان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: بأبي أنت و أمي، هؤلاء غرر، أي سادات في قومهم و فيهم مفروق بن عمرو و هانئ» بالهمز «ابن قبيصة» بفتح القاف «و مثنى بن حارثة و النعمان بن شريك. و كان مفروق بن عمرو قد غلبهم جمالا و لسانا له غديرتان» أي ذؤابتان من شعر «و كان أدنى القوم، أي أقرب مجلسا من أبي بكر رضي اللّه تعالى عنه، فقال له أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ قال مفروق: إنا لنزيد على الألف، و لن تغلب الألف من قلة، و الذي قاله (صلى اللّه عليه و سلم) «لن تغلب اثنا عشر ألفا من قلة» قاله لما أراد أن يغزو هوازن، و كان جيشه العدد المذكور كما سيأتي «فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه، كيف المنعة فيكم قال مفروق: علينا الجهد» أي بفتح الجيم و ضمها أي الطاقة «و لكل قوم جد» بفتح الجيم أي حظ و سعادة أي علينا أن نجهد و ليس علينا أن يكون لنا الظفر، لأنه من عند اللّه يؤتيه من يشاء، فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه: فكيف الحرب بينكم و بين عدوكم فقال مفروق: إنا لأشد ما يكون غضبا حين نلقى، و إنا لأشد ما يكون لقاء حين نغضب، و إنا لنؤثر الجياد أي من الخيل على الأولاد، و السلاح على اللّقاح أي ذوات اللبن من الإبل، و ربما قيل للبقر و الغنم أيضا «و النصر من عند اللّه، يديلنا» بضم أوله و كسر الدال المهملة: أي ينصرنا «مرة، و يديل علينا مرة» أي ينصر علينا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست