responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 437

فعلت قريش فاشتدوا راجعين إلى بلادهم».

و في رواية «فدخلت العسكر، فإذا الناس في عسكرهم يقولون الرحيل الرحيل لا مقام لكم و الريح تقلبهم على بعض أمتعتهم، و تضربهم بالحجارة، و الريح لا تجاوز عسكرهم، فلما انتصفت الطريق إذا أنا بنحو عشرين فارسا معتمين، فخرج إليّ منهم فارسان و قالا: أخبر صاحبك أن اللّه كفاه القوم. قال حذيفة: ثم أتيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فوجدته قائما يصلي فخبرته، فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه، أي و في رواية «فأخبرته الخبر فضحك حتى بدت ثناياه في سواد الليل، و عاودني البرد، فجعلت أقرقف، فأومأ إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بيده فدنوت منه، فسدل عليّ من فضل شملته فنمت و لم أزل نائما حتى الصبح» أي طلوع الفجر «فلما أن أصبحت» أي دخل وقت صلاة الصبح «و قال لي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): قم يا نومان: أي يا كثير النوم، لأن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) إنما قال له: لا بأس عليك من برد حتى ترجع إليّ».

أي و من هذا أي إرسال حذيفة رضي اللّه عنه و ما تقدّم: أي من إرسال الزبير رضي اللّه عنه تعلم أن ذلك كان في الخندق، و لا مانع منه، لأنه يجوز أن يكون (صلى اللّه عليه و سلم) عدل عن إرسال الزبير، و اختار حذيفة لأمر قام عنده (صلى اللّه عليه و سلم)، من جملة ذلك كون الزبير رضي اللّه عنه كان عنده حدة و شدة لا يملك نفسه أن يحدث بالقوم ما نهى عنه حذيفة رضي اللّه عنه، و حينئذ يرد قول بعضهم إن الزبير إنما أرسل لكشف أمر بني قريظة هل نقضوا العهد أم لا؟ لا لكشف أمر قريش، و حذيفة رضي اللّه عنه ذهب لكشف أمر قريش هل ارتحلوا أولا، و قد اشتبه الأمر على بعض الناس فظنهما قضية واحدة فليتأمل ذلك.

و كان يقال لحذيفة رضي اللّه عنه صاحب سر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الذي لا يعلمه غيره. فقد قال حذيفة رضي اللّه عنه «لقد حدثني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بما كان و بما يكون حتى تقوم الساعة» أي و تقدم أن ابن مسعود رضي اللّه عنه كان يقال له أيضا صاحب سرّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).

و قد ذكر ابن ظفر في «ينبوع الحياة» في تفسير قوله تعالى‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها [الأحزاب: 9] و هبت ريح الصبا ليلا، فقلعت الأوتاد، و ألقت عليهم الأبنية، و كفأت القدور، و سفت عليهم التراب، و رمتهم بالحصا، و سمعوا في أرجاء: أي نواحي معسكرهم التكبير و قعقعة السلاح: أي من الملائكة، فصار سيد كل حي يقول لقومه: يا بني فلان هلموا إليّ، فإذا اجتمعوا قال: النجاء النجاء، فارتحلوا هرابا في ليلتهم، و تركوا ما استقلوه من متاعهم. أي و الصبا هي الريح الشرقية.

و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قالت الصبا للشمال: اذهبي بنا ننصر رسول اللّه‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست