responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 40

أخرجوني منك قهرا ما خرجت» و في لفظ «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) وقف في وسط المسجد و التفت إلى البيت فقال: إني لأعلم ما وضع اللّه بيتا أحب إلى اللّه منك، و ما في الأرض بلد أحب إليه منك، و ما خرجت منك رغبة، و لكن الذين كفروا أخرجوني».

أي و هذا السياق يدل على أن وقوفه (صلى اللّه عليه و سلم) على الحزورة أو في وسط المسجد يقتضي أنه جاء بعد خروجه من الغار إلى ما ذكر، ثم ذهب إلى المدينة. و في رواية «وقف (صلى اللّه عليه و سلم) على الحجون و قال: و اللّه إنك لخير أرض اللّه، و أحب أرض اللّه إلى اللّه، و لو لم أخرج منك ما خرجت» و في لفظ «و لو تركت فيك لما خرجت منك» و لا مانع من تكرر ذلك. ثم رأيت في كلام بعضهم أن وقوفه (صلى اللّه عليه و سلم) على الحجون كان في عام الفتح. و في لفظ آخر «قال لمكة: ما أطيبك من بلدة و أحبك إليّ؛ و لو لا أن قومي أخرجوني ما سكنت غيرك».

أي و في «جمال القراء» للسخاوي «أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) لما توجه مهاجرا إلى المدينة وقف و نظر إلى مكة و بكي؛ فأنزل اللّه عز و جل عليه‌ وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً [محمّد: الآية 13] الآية».

و أما ما روى الحاكم عن أبي هريرة مرفوعا «اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إليّ فأسكني في أحب البقاع إليك» فقال الذهبي: إنه موضوع. و قال ابن عبد البر: لا يختلف أهل العلم أنه منكر موضوع.

أقول: و الذي رأيته عن المستدرك للحاكم «اللهم: إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إليّ فأسكني أحب البلاد إليك» و المعنى واحد، و إليه و إلى ما روي عن الزهري «اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إليّ فأسكني أحب البلاد إليك» استند من قال بتفضيل المدينة على مكة، قال: لأن اللّه تعالى أجاب دعاءه فأسكنه المدينة. قيل و عليه جمهور العلماء، و منهم الإمام مالك رضي اللّه تعالى عنه. و إلى الأحاديث الأول استند من قال بتفضيل مكة على المدينة و هم الجمهور، و منهم إمامنا الشافعي رضي اللّه تعالى عنه، و استندوا في ذلك إلى أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال في حجة الوداع «أيّ بلد تعلمون أعظم حرمة؟ قالوا لا نعلم إلا بلدنا هذه» يعنون مكة، و هذا إجماع من الصحابة أقرهم عليه (صلى اللّه عليه و سلم) أنها: أي مكة أفضل من سائر البلاد، لأن ما كان أعظم حرمة فهو أفضل. و قد قال (صلى اللّه عليه و سلم) «المقام بمكة سعادة، و الخروج منها شقاوة» و قال (صلى اللّه عليه و سلم) «من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام».

قال ابن عبد البر: و إني لأعجب ممن ترك قول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو قوله «و اللّه إني لأعلم أنك خير أرض و أحبها إلى اللّه، و لو لا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» و هذا حديث صحيح، و يميل إلى تأويل لا يجامع ما تأويله عليه: أي و لأن الحسنة فيها بمائة ألف حسنة. فعن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم)

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست