responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 382

اللّه عز و جل أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه» و بهذا مع ما تقدم من نفي الحرج استدل أئمتنا (رحمهم اللّه) على جواز العزل مع الكراهة في كل امرأة سرية أو حرة في كل حال، سواء رضيت أم لا؛ و قال جمع بحرمته، قالوا لأنه طريق إلى قطع النسل، و في مسلم ما يوافق ما قالته يهود. ففي مسلم «سألوه (صلى اللّه عليه و سلم) عن العزل، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ذلك الوأد الخفي» أي بمثابة دفن البنت حية الذي كان يفعله الجاهلية خوف الإملاق أو خوف حصول العار.

إلا أن يقال: هذا كان منه (صلى اللّه عليه و سلم) قبل أن يوحى إليه بحل ذلك ثم نسخ فلا مخالفة. و يدل لذلك ما في مسلم أيضا عن جابر رضي اللّه عنه: «كنا نعزل على عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و القرآن ينزل فلم ينهنا». و في رواية «أن رجلا أتى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فقال إن لي جارية هي خادمنا و ساقيتنا في النخل، و أنا أكره أن تحمل، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): أعزل عنها إن شئت فإنه سيأتيها ما قدر لها، فلبث الرجل ثم أتاه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللّه إن الجارية قد حبلت، فقال: قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها» فقد أرشده (صلى اللّه عليه و سلم) إلى العزل الذي لا يكون معه الولد غالبا، و أخبر بأن ذلك لا يمنع وجود ما قدر لها من حصول الولد.

و عن عبد اللّه بن زياد رضي اللّه عنه. قال «أفاء» أي غنم «رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، في غزوة بني المصطلق جويرية بنت الحارث، و قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة، فأقبل أبوها في فدائها، فلما كان بالعقيق نظر إلى إبله التي يفدي بها ابنته فرغب في بعيرين منها كانا من أفضلها، فعقبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أقبل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا محمد أصبتم ابنتي. و في رواية قال: يا رسول اللّه كريمة لا تسبى و هذا فداؤها، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): فأين البعيران اللذان عقبتهما بالعقيق في شعب كذا و كذا؟ فقال الحارث: أشهد أنك رسول اللّه، ما اطلع على ذلك إلا اللّه و أسلم» و لعله دخل بالأمان إلى المدينة. و في رواية: أنه أسلم قبل ذلك و أسلم معه ابنان و ناس من قومه و عليه فيكون قوله فأسلم: أي أظهر إسلامه، و عند ذلك أمره (صلى اللّه عليه و سلم) بأن يخيرها، فقالت: أحسنت و أجملت، فقال لها أبوها: يا بنية لا تفضحي قومك، قالت اخترت اللّه و رسوله. و فيه كيف يأمره (صلى اللّه عليه و سلم) بتخييرها بعد أن تزوجها، كما تقدم أن مقتضى السياق أنه تزوجها و هم على الماء.

ثم رأيت الإمام أبا العباس بن تيمية أنكر مجي‌ء أبيها و تخييرها فليتأمل.

و في الاستيعاب: أن عبد اللّه بن الحارث أخا جويرية بنت الحارث زوج النبي (صلى اللّه عليه و سلم) قدم على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) في فداء أسارى بني المصطلق و غيب في الطريق ذودا و جارية سوداء، فكلم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في فداء الأسارى. فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): نعم فما جئت به؟ قال: ما جئت بشي‌ء قال: فأين الذود و الجارية السوداء الذي غيبت في‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست