responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 380

و تزوجها، أي و هي ابنة عشرين سنة، و سماها جويرية: أي و كان اسمها برة، و كذلك ميمونة، و زينب بنت جحش كان اسم كل منهما برة فغيره (صلى اللّه عليه و سلم)، و كذا كان اسم بنت أم سلمة برة فسماها زينب. و يذكر أن عليا (كرم اللّه وجهه) هو الذي أسرها.

أقول: و لا مانع أن يكون عليّ (كرم اللّه وجهه) أسرها ثم وقعت في سهم ثابت و ابن عمه رضي اللّه عنهما عند القسمة، لأنه لم يثبت في هذه الغزوة أنه (صلى اللّه عليه و سلم) جعل الأسرى لمن أسرهم كما وقع في بدر، إلا ما يأتي من قول أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه: و رغبنا في الفداء و قد يقال: رغبوا في الفداء بعد القسمة و اللّه أعلم.

قال: و عن عائشة رضي اللّه عنها قالت «كانت جويرية امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فبينما النبي (صلى اللّه عليه و سلم) عندي و نحن على الماء: أي الذي هو المريسيع، إذ دخلت جويرية تسأله في كتابتها، فو اللّه ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و عرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت: يا رسول اللّه إني امرأة مسلمة الحديث» ا ه و إنما كرهت ذلك لما جبلت عليه النساء من الغيرة.

و من ثم جاء «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) خطب امرأة فأرسل عائشة رضي اللّه تعالى عنها لتنظر إليها، فلما رجعت إليه قالت: ما رأيت طائلا، فقال: بلى لقد رأيت خالا في خدّها فاقشعرت منه كل شعرة في جسدك، أي و في لفظ آخر عن عائشة رضي اللّه عنها «فما هو إلا أن وقفت جويرية بباب الخباء لتستعين رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على كتابتها فنظرت إليها فرأيت على وجهها ملاحة و حسنا، فأيقنت أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إذا رآها أعجبته علما منها بموقع الجمال منه (صلى اللّه عليه و سلم)، فما هو إلا أن كلمته (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال لها (صلى اللّه عليه و سلم): خير من ذلك، أنا أؤدي كتابتك و أتزوجك، فقضى عنها كتابتها و تزوجها» و الملاح أبلغ من المليح، و المليح، مستعار من قولهم طعام مليح: إذا كان فيه الملح بمقدار ما يصلحه.

قال الأصمعي (رحمه اللّه): الحسن في العينين، و الجمال في الأنف، و الملاحة في الفم. و هذا السياق يدل على أنه (صلى اللّه عليه و سلم) تزوجها و هم على الماء الذي هو المريسيع، و يؤيده ما يأتي عنها رضي اللّه تعالى عنها.

قال الشمس الشامي (رحمه اللّه): و نظر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لجويرية حتى عرف من حسنها ما دعاه لتزوجها، لأنها كانت أمة مملوكة: أي لأنها مكاتبة، و لو كانت غير مملوكة: أي حرة ما ملأ (صلى اللّه عليه و سلم) عينه منها، أو أنه (صلى اللّه عليه و سلم) نوى نكاحها، أو أن ذلك كان قبل آية الحجاب.

أقول: تبع في هذا السهيلي (رحمه اللّه). و قد قدمنا أن من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) جواز نظر الأجنبية و الخلوة بها لأمنه (صلى اللّه عليه و سلم) من الفتنة، فلا يحسن قوله و لو كانت حرة ما ملأ (صلى اللّه عليه و سلم) عينه منها.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست