responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 359

قوله، فقال حيي: نأبى إلا عداوة محمد و إلا قتاله. قال سلام: فهو و اللّه جلاؤنا من أرضنا، و ذهاب أموالنا و شرفنا، و سبي ذرارينا مع قتل مقاتلينا، فأبى حيي إلا محاربة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). و قالت له بنو النضير: أمرنا لأمرك تبع لن نخالفك، فأرسل إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بما ذكر ا ه، فتهيأ الناس لحربهم. فلما اجتمع الناس خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بهم، و استعمل على المدينة ابن أم مكتوم، و حمل رايته علي بن أبي طالب (كرم اللّه وجهه)، و سار بالناس حتى نزل بهم و صلى بهم العصر بفنائهم، و قد تحصنوا و قاموا على حصنهم يرمون بالنبل و الحجارة.

أي و في كلام بعضهم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) أمر أصحابه رضي اللّه عنهم بالميسر إلى بني النضير فسار بهم إليهم، فوجدهم ينوحون على كعب بن الأشرف أي الآتي قتله في السرايا، قالوا: يا محمد داعية إثر داعية و باكية إثر باكية، ذرنا نبكي شجونا ثم ائتمر أمرك، فقال (صلى اللّه عليه و سلم) لهم: اخرجوا من المدينة، قالوا: الموت أهون من ذلك ثم تبادروا بالحرب، هذا كلامه.

قال: و لما جاء وقت العشاء رجع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى بيته في عشرة من أصحابه عليه الدرع و هو على فرس، و استعمل على العسكر علي بن أبي طالب و يقال أبا بكر و بات المسلمون يحاصرونهم و يكبرون حتى أصبحوا ثم أذن بلال بالفجر، فغدا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في أصحابه الذين كانوا معه فصلى بالناس، و أمر بلالا فضرب القبة، و هي قبة من خشب عليها مسوح، فدخل (صلى اللّه عليه و سلم) فيها، و كان رجل من يهود يقال له غزول، و كان أعسر راميا يبلغ نبله ما لا يبلغه نبل غيره، فوصل نبله تلك القبة، فأمر بها فحولت. و في ليلة من الليالي فقد علي رضي اللّه تعالى عنه قرب العشاء، فقال الناس: يا رسول اللّه ما نرى عليا، فقال: دعوه أي اتركوه، فإنه في بعض شأنكم، فعن قليل جاء برأس الرجل الذي يقال له غزول الذي وصل نبله قبته (صلى اللّه عليه و سلم)، كمن له عليّ حين خرج يطلب غرة من المسلمين و معه جماعة، فشد عليه فقتله و فرّ من كان معه، فأرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) مع عليّ أبا دجانة و سهل بن حنيف في عشرة، فأدركوا أولئك الجماعة الذين كانوا مع غزول و فروا من عليّ فقتلوهم انتهى.

و ذكر بعضهم أن أولئك الجماعة كانوا عشرة، و أنهم أتوا برءوسهم فطرحت في بعض الآبار. و في هذا ردّ على بعض الرافضة حيث ادعى أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة، و أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بقطع النخل، أي و بحرقها بعد أن حاصرهم ست ليال و قيل خمسة عشر يوما: أي و قيل عشرين ليلة، و قيل ثلاثا و عشرين ليلة، و قيل خمسا و عشرين ليلة. و كان سعد بن عبادة رضي اللّه تعالى عنه في تلك المدة يحمل التمر للمسلمين: أي يجاء به من عنده. قال: و استعمل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على قطع النخل أبا ليلى المازني و عبد اللّه بن سلام. و كان أبو ليلى يقطع العجوة و عبد اللّه يقطع اللين‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست