responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 34

هجرة الصحابة و بين هجرته (صلى اللّه عليه و سلم) شهرين و نصف شهر على التحرير، و اللّه أعلم.

«فلما رأت قريش أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صار له شيعة» أي أنصار و أصحاب من غيرهم «و رأوا خروج أصحابه إليهم، و أنهم أصابوا منعة لأن الأنصار قوم أهل حلقة» أي سلاح و بأس «حذروا: أي خافوا أن يخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و أن يجمع على حربهم، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون في أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و كانت محل مشورتهم لا يقطعون أمرا إلا فيها» أي و هي أول دار بنيت بمكة، كانت منزل قصيّ بن كلاب كما تقدم، ثم صارت لولده عبد الدار، ثم ابتاعها معاوية لما حج و هو خليفة من أولاد عبد الدار.

و تقدم أن معاوية إنما اشتراها من حكيم بن حزام، و يدل لذلك ما جاء عن مصعب بن عبد اللّه قال: جاء الإسلام و دار الندوة بيد حكيم بن حزام، فباعها لمعاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم، فقال له عبد اللّه بن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال له حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى يا ابن أخي إلى آخر ما تقدم، و كانت دار الندوة جهة الحجر عند المقام الحنفي الآن، و كان لها باب للمسجد، و كان لا يدخلها عند المشورة من غير ولد قصي إلا ابن أربعين سنة.

و في كلام بعضهم: ساد أبو جهل و ما طرّ شاربه، و دخل دار الندوة و ما استدارت لحيته، و قد أدخلت في المسجد. قيل لها دار الندوة لاجتماع الندي و هو الجماعة فيها، و كان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة، لأنه اجتمع فيه أشراف بني عبد شمس و بني نوفل و بني عبد الدار و بني أسد و بني مخزوم و بني سهم و بني جمح، و غيرهم مما لا يعدّ من قريش، و لم يتخلف من أهل الرأي و الحجا أحد. ثم إن إبليس جاء إليهم في صورة شيخ نجدي عليه طيلسان من خز و قيل من صوف: أي و إنما فعل ذلك ليقبل منه ما يشير به، لأن أهل الطيالسة في العادة من أهل الوقار و المعرفة؛ و وقف ذلك الشيخ على الباب، فقالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اجتمعتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، و عسى أن لا يعدمكم منه رأيا و نصحا، قالوا أجل: أي نعم، فادخل فدخل معهم، أي و إنما قال لهم من أهل نجد، لأن قريشا قالوا: لا يدخلن معكم في المشاورة أحد من أهل تهامة لأن هواهم كان مع محمد (صلى اللّه عليه و سلم).

قيل لما سمعهم يقولون: لا يدخل معكم اليوم إلا من هو معكم، قال لهم لما سألوه و قالوا له من أنت؟ قال شيخ من نجد، و أنا ابن أختكم؛ فقالوا: ابن أخت القوم منهم.

و قيل إن إبليس لما دخل عليهم أنكروه و قالوا له من أنت و ما أدخلك علينا في خلوتنا هذه بغير إذننا؟ فقال: إني رجل من أهل نجد، رأيتكم حسنة وجوهكم طيبة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست