responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 334

فو اللّه ما لكم عند اللّه عذر الحديث. و فيه قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) «(رحمه اللّه) نصح للّه و لرسوله حيا و ميتا» و خلف بنتين فأعطاهما رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من ميراثه الثلثين فكان ذلك بيان المراد من الآية، و هي قوله تعالى‌ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ‌ [النّساء: الآية 11] و في ذلك نزلت: أي اثنتان فما فوقهما. أي و حينئذ لا يحتاج إلى قياس البنتين على الأختين، بجامع أن للواحدة منهما النصف.

و دخلت بنت له على أبي بكر رضي اللّه عنه فألقى لها رداءه لتجلس عليه، فدخل عمر رضي اللّه عنه فسأله عنها. فقال: هذه ابنة من هو خير مني و منك. قال:

و من هو يا خليفة رسول اللّه؟ قال: رجل تبوأ مقعده من الجنة و بقيت أنا و أنت، هذه ابنة سعد بن الربيع رضي اللّه عنه.

و خرج رسول اللّه يلتمس عمه حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه. فقال له رجل: رأيته بتلك الصخرات و هو يقول: أنا أسد اللّه و أسد رسوله: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء النفر أبو سفيان و أصحابه، و أعتذر إليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم و هذا الدعاء نقل عن أنس بن النضر عم أنس بن مالك خادم النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، فإنه غاب عن بدر فشق عليه ذلك، فلما كان يوم أحد و رأى انهزام المسلمين، أي و كان قد قال للنبي (صلى اللّه عليه و سلم): يا رسول اللّه إني غبت عن أوّل قتال وقع قاتلت فيه المشركين و اللّه لئن أشهدني اللّه قتال المشركين ليرين اللّه ما أصنع. فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء: يعني أصحابه، و أبرأ إليك مما فعل هؤلاء: يعني المشركين. و لما سمع قتل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، قال: ما تصنعون بالحياة بعده، موتوا على ما مات عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). ثم استقبل القوم. أي و قال لسعد بن معاذ: هذه الجنة و رب الكعبة أجد ريحها دون أحد، و قاتل رضي اللّه عنه حتى قتل. أي و وجدوا فيه بضعا و ثمانين جراحة، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم. و لما قتل مثل به المشركون، فما عرفته أخته الربيع إلا ببنانه.

قال ابن أخيه أنس بن مالك رضي اللّه عنه: لما نزل قوله تعالى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ‌ [الأحزاب: الآية 23] الآية، قلنا إن هذه الآية نزلت فيه و في أشباهه من المؤمنين رضي اللّه عنه.

فجاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) نحو حمزة فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه و مثل به فجدع أنفه و أذناه، أي و قطعت مذاكيره، فنظر (صلى اللّه عليه و سلم) إلى شي‌ء لم ينظر إلى شي‌ء قط كان أوجع لقلبه منه. أي و قال «لن أصاب بمثلك، ما وقفت موقفا أغيظ لي من هذا، و قال: رحمة اللّه عليك، فإنك كنت ما علمتك، فعولا للخيرات، وصولا للرحم، أما و اللّه لأمثلنّ بسبعين» و في رواية «بثلاثين رجلا منهم مكانك» و في رواية «لئن ظفرني اللّه تعالى بقريش في موطن من المواطن لأمثلن بسبعين منهم مكانك» و لما

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست