responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 331

أبيه و هو في صف المشركين أي قبل أن يسلم، فقال (صلى اللّه عليه و سلم) له: دعه يليه غيرك. هذا كلامه، و لم أقف على أي غزاة كان ذلك فيها و سياق ما قبله يدل على أنه كان من الأنصار، كان حليفا لبني عبد الأشهل و لم يحفظ أن أحدا من الأنصار قاتله (صلى اللّه عليه و سلم) قبل الإسلام فليتأمل.

ثم إن هندا زوجة أبي سفيان و النسوة اللاتي خرجن معها صرن يمثلن بقتلى المسلمين يجدعن: أي يقطعن من آذانهم و أنوفهم، و اتخذن من ذلك قلائد، و بقرت:

أي شقت هند بطن سيدنا حمزة رضي اللّه عنه، و أخرجت كبده فلاكتها: أي مضغتها فلم تستطع أن تسيغها: أي تبتلعها، فلفظتها أي ألقتها من فيها أي لأنها كانت نذرت إن قدرت على حمزة رضي اللّه عنه لتأكلن من كبده. و لما بلغ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أنها أخرجت كبد حمزة قال: هل أكلت منه شيئا؟ قالوا لا قال: إن اللّه قد حرّم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا أي و لو أكلت منه أي استقرّ في جوفها لم تمسها النار.

و في رواية «لو أدخل بطنها لم تمسها النار» لأن حمزة أكرم على اللّه من أن يدخل شي‌ء من جسده النار.

أي و رأيت في بعض السير أنها شوت منه ثم أكلت.

و قد يقال: لا منافاة، لجواز حمل الأكل على مجرد المضغ من غير إساغة.

قال و في رواية أن وحشيا هو الذي بقر بطن حمزة رضي اللّه عنه و أخرج كبده و جاء بها إلى هند، أي و قال لها ما ذا لي إن قتلت قاتل أبيك، قالت سلني، فقال: هذه كبد حمزة فأعطته ثيابها و حليها، و وعدته إذا وصلت إلى مكة تدفع له عشرة دنانير.

و جاء بها إلى مصرع حمزة رضي اللّه عنه فجدعت أنفه و أذنيه، أي و في لفظ:

فقطعت مذاكيره، و جدعت أنفه و قطعت أذنيه، ثم جعلت ذلك كالسوار في يديها و قلائد في عنقها، و استمرّت كذلك حتى قدمت مكة.

و في النهر لأبي حيان أن وحشيا جعل له على قتل حمزة أن يعتق فلم يوف له بذلك فندم على ما صنع.

ثم إن هندا علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها و أنشدت أبياتا. ثم إن زوجها أبا سفيان أشرف على الجبل كذا في البخاري أنه أشرف. و في رواية كان بأسفل الجبل.

و قد يقال: لا مخالفة لجواز وقوع الأمرين معا، ثم صرخ بأعلى صوته:

أنعمت فعال، إن الحرب سجال: أي و معنى سجال: مرّة لنا و مرّة علينا، يوم أحد بيوم بدر، و أنعمت بكسر التاء خطابا لنفسه، أو للأزلام، لأنه استقسم بها عند

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست