responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 318

الهلال ليلة استهلاله، ستر ذلك الوجه الحسن الأصلي بالحسن العارض بسبب ذلك الجرح، فأعجب لجمال أصلي له الجمال العارض وقاية و ساتر، فهو: أي ما ظهر بذلك الجرح كالزهر إذا ظهر من ستره و كالعود الذي يتطيب به إذا أزيل عنه قشره، و قال حسان رضي اللّه عنه في وصف جبينه الشريف (صلى اللّه عليه و سلم):

متى يبدو في الداجي البهيم جبينه‌* * * يلح مثل مصباح الدجى المتوقد

و جرحت و جناته (صلى اللّه عليه و سلم) بسبب دخول حلقتين من المغفر في وجنتيه بضربة من ابن قمئة لعنه اللّه، و قال له لما ضربه: خذها و أنا ابن قمئة فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): أقمأك اللّه عز و جل: أي صغرك و أذلك. و قد استجاب اللّه فيه دعوة نبيه (صلى اللّه عليه و سلم)، فإنه بعد الوقعة خرج إلى غنمه فوافاها على ذروة الجبل: أي أعلى الجبل، فأخذ يعترضها فشد عليه كبشها فنطحه أرداه من شاهق الجبل فتقطع. و في رواية: فسلط اللّه عليه تيس جبل، فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة.

أقول: و يمكن الجمع بأنه لما نطحه ذلك الكبش و وقع من شاهق الجبل إلى أسفل سلط اللّه عليه عند ذلك تيس الجبل فنطحه حتى قطعه قطعا زيادة في نكاله و خزيه و وباله، لعنة اللّه عليه، و اللّه أعلم.

«و لما جرح وجه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صار الدم يسيل على وجهه الشريف، و جعل (صلى اللّه عليه و سلم) يمسح الدم. و في لفظ: ينشف دمه و هو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم و هو يدعوهم إلى ربهم» أي و في رواية «اشتد غضب اللّه على قوم أدموا وجه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فأنزل اللّه تعالى‌ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (128) [آل عمران: الآية 128] أي و في رواية «صار (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: اللهم العن فلانا و فلانا: أي اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية فأنزل اللّه تعالى الآية».

فإن قيل كيف هذا مع قوله تعالى‌ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‌ [المائدة: الآية 67].

أجيب بأن هذه الآية نزلت بعد أحد.

و على تسليم أنها نزلت قبله، فالمراد عصمته من القتل. قال الشيخ محيي الدين بن العربي (رحمه اللّه): لا يخفى أن أجر كل نبي في التبليغ يكون على قدر ما ناله من المشقة الحاصلة له من المخالفين له، و على قدر ما يقاسيه منهم. و له أجر الهداية لمن أطاعه و لا أحد أكثر أجرا من نبينا محمد (صلى اللّه عليه و سلم) فإنه لم يتفق لنبي من الأنبياء ما اتفق له (صلى اللّه عليه و سلم) في كثير من طائعي أمة أجابته، و لا في كثير عصاة أمة دعوته الخارجين عن الإجابة.

و امتص مالك بن سنان الخدري و هو والد أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنهما

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست