responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 150

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ‌ [آل عمران: الآية 100] الآية، و قد قرأها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عليهم و هو بين الصفين رافعا بها صوته، فألقوا السلاح و فعلوا ما تقدم.

و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما «أن يهود كانوا يستفتحون» أي يستنصرون «على الأوس و الخزرج برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قبل مبعثه» أي يقولون سيبعث نبي صفته كذا و كذا نقتلكم معه قتل عاد و إرم كما تقدم عند مبايعة العقبة، فقال لهم معاذ بن جبل و بشر بن البراء: يا معشر يهود اتقوا اللّه و أسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (صلى اللّه عليه و سلم) و نحن أهل شرك و كفر، و تخبرونا أنه مبعوث، و تصفونه لنا بصفته، فقال سلام» أي بالتشديد «ابن مشكم من عظماء يهود بني النضير: ما جاءنا بشي‌ء نعرفه، ما هو الذي كنا نذكره لكم، فأنزل اللّه تعالى في ذلك قوله تعالى‌ وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89) [البقرة: الآية 89]».

و قيل في سبب نزول قوله تعالى‌ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‌ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ [الأنعام: الآية 91] أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال لمالك بن الصيف و كان رئيسا على اليهود: أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد فيها أن اللّه يبغض الحبر السمين، فأنت الحبر السمين قد سمنت من مالك الذي تطعمك اليهود، فضحك القوم، فغضب و التفت إلى عمر رضي اللّه تعالى عنه، فقال: ما أنزل اللّه على بشر من شي‌ء، فقالت له اليهود: ما هذا الذي بلغنا عنك؟ فقال:

إنه أغضبني فنزعوه من الرئاسة و جعلوا مكانه كعب بن الأشرف» أي لأن في قوله المذكور طعنا في التوراة.

و قيل «إن يهود المدينة من بني قريظة و بني النضير و غيرهم كانوا إذا قاتلوا من بينهم من مشركي العرب من أسد و غطفان و جهينة و عذرة قبل مبعث النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي الذي وعدت أنك باعثه في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم» و في لفظ «قالوا: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته و صفته في التوراة فينصرون» و في لفظ «يقولون: اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة يعذبهم و يقتلهم» و في لفظ «أن يهود خيبر كانت تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود، فدعت يوما: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فيهزموا غطفان و صار اليهود يسألونه (صلى اللّه عليه و سلم) عن أشياء ليلبسوا الحق بالباطل» أي و من جملة ما سألوه (صلى اللّه عليه و سلم) عن الروح؛ فعن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه، قال «كنت أمشي مع النبي (صلى اللّه عليه و سلم) في حرث المدينة يتوكأ على عسيب» أي جريدة من جريد النخل «إذ مر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: لا تسألوه لئلا يسمعكم ما

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست