responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 476

و كتبوا بذلك صحيفة و علقوها في الكعبة: أي توكيدا على أنفسهم. و قيل كانت عند خالة أبي جهل.

و قد يجمع بأنه يجوز أن تكون كانت عندها قبل أن تعلق في الكعبة على أنه سيأتي أنه يجوز أن الصحيفة تعددت، و كان اجتماعهم و تحالفهم في خيف بني كنانة بالأبطح و يسمى محصبا، و هو بأعلى مكة عند المقابر، فدخل بنو هاشم و بنو المطلب مؤمنهم و كافرهم الشعب إلا أبا لهب فإنه ظاهر عليهم قريشا، و كان سنه (صلى اللّه عليه و سلم) حين دخل الشعب ستة و أربعين سنة. و في الصحيح «أنهم في الشعب جهدوا كانوا يأكلون الخبط و ورق الشجر».

و في كلام السهيلي: كانوا إذا قدمت العير مكة يأتي أحدهم السوق ليشتري شيئا من الطعام يقتاته، فيقوم أبو لهب فيقول: يا معشر التجار غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا شيئا معكم، فقد علمتم مالي و وفاء ذمتي، فيزيدون عليهم في السلعة قيمتها أضعافا حتى يرجع إلى أطفاله و هم يتضاغون من الجوع، و ليس في يده شي‌ء يعللهم به، فيغدو التجار على أبي لهب فيربحهم، هذا كلامه.

و لا منافاة بين خروج أحدهم السوق إذا جاءت العير بالميرة إلى مكة، و كونهم منعوا من الأسواق و المبايعة لهم كما لا يخفى.

و كان دخولهم الشعب هلال المحرم سنة سبع من النبوة، و حينئذ أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من كان بمكة من المسلمين أن يخرجوا إلى الحبشة.

أقول: و في رواية «أن خروج بني هاشم و بني المطلب إلى الشعب لم يكن بإخراج قريش لهم، و إنما خرجوا إليه لأن قريشا لما قدم عليهم عمرو بن العاص من عند النجاشي خائبا، وردت معه هديتهم، و فقد صاحبه الذي هو عمارة بن الوليد، و بلغهم إكرام النجاشي لجعفر و من معه من المسلمين: أي كما سيأتي، و ظهور الإسلام في القبائل، كبر ذلك عليهم، و اشتد أذاهم على المسلمين، و اجتمع رأيهم على أن يقتلوا النبي (صلى اللّه عليه و سلم) علانية، فلما رأى أبو طالب ذلك جمع بني هاشم و المطلب مؤمنهم و كافرهم، و أمرهم أن يدخلوا برسول اللّه عليه الصلاة و السلام الشعب و يمنعوه ففعلوا، فبنو هاشم و بنو المطلب كانوا شيئا واحدا، لم يفترقوا حتى دخلوا معهم في الشعب، و انخذل عنهم بنو عميهم عبد شمس و نوفل، و لهذا يقول أبو طالب في قصيدته:

جزى اللّه عنا عبد شمس و نوفلا* * * عقوبة شر عاجلا غير آجل‌

و قال في قصيدة أخرى:

جزى اللّه عنا عبد شمس و نوفلا* * * و تيما و مخزوما عقوقا و مأثما

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست