responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 24

سيد خزاعة كما تقدم، فقالوا لعبد المطلب: هلم فلنحالفك، فدخلوا دار الندوة و تحالفوا و تعاقدوا و كتبوا بينهم كتابا: باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه بنو هاشم و رجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة على النصرة و المواساة ما بلّ بحر صوفة، و ما أشرقت الشمس على ثبير، و هبّ بفلاة بعير، و ما أقام الأخشبان، و اعتمر بمكة إنسان، و المراد من ذلك الأبد.

و عبد المطلب لما حفر زمزم صار ينقل الماء منها لتلك الأحواض و يقذف فيها التمر و الزبيب، ثم بعده قام بها ولده أبو طالب، ثم اتفق أن أبا طالب أملق: أي افتقر في بعض السنين، فاستدان من أخيه العباس عشرة آلاف درهم إلى الموسم الآخر، فصرفها أبو طالب في الحجيج عامه ذلك فيما يتعلق بالسقاية، فلما كان العام المقبل لم يكن مع أبي طالب شي‌ء، فقال لأخيه العباس أسلفني أربعة عشر ألفا أيضا إلى العام المقبل لأعطيك جميع مالك، فقال له العباس: بشرط إن لم تعطني تترك السقاية لأكفلها؟ فقال نعم، فلما جاء العام الآخر لم يكن مع أبي طالب ما يعطيه لأخيه العباس فترك له السقاية، فصارت للعباس، ثم لولده عبد اللّه بن عباس، و استمر ذلك في بني العباس إلى زمن السفاح، ثم ترك بنو العباس ذلك.

و الرفادة: إطعام الحاج أيام الموسم حتى يتفرقوا، فإن قريشا كانت على زمن قصي تخرجه من أموالها في كل موسم فتدفعه إلى قصي، فيصنع به طعاما للحاج يأكل منه من لم يكن معه سعة و لا زاد كما تقدم حتى قام بها بعده ولده عبد مناف ثم بعد عبد مناف ولده هاشم ثم بعد هاشم ولده عبد المطلب، ثم ولده أبو طالب و قيل ولده العباس، ثم استمر ذلك إلى زمنه (صلى اللّه عليه و سلم) و زمن الخلفاء بعده ثم استمر ذلك في الخلفاء إلى أن انقرضت الخلافة من بغداد ثم من مصر.

و أما القيادة: و هي إمارة الركب، فقام بها بعد عبد مناف ولده عبد شمس ثم كانت بعد عبد شمس لابنه أمية ثم لابنه حرب، ثم لابنه أبي سفيان، فكان يقود الناس في غزواتهم، قاد الناس يوم أحد و يوم الأحزاب، و من ثم لما قال الوليد بن عبد الملك لخالد بن يزيد بن معاوية: لست في العير و لا في النفير، قال له:

ويحك، العير و النفير عيبتي: أي وعائي، لأن العيبة ما يجعل فيه الثياب، جدي أبو سفيان صاحب العير، و جدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير.

و دار الندوة كانت قريش تجتمع فيها للمشاورة في أمورها، و لا يدخلها إلا من بلغ الأربعين، و كانت الجارية إذا حاضت تدخل دار الندوة ثم يشق عليها بعض ولد عبد الدار درعها ثم يدرعها إياه و انقلب بها فتحجب، و هذه كانت سنة قصي، فكان لا ينكح رجل امرأة من قريش إلا في دار قصي التي هي دار الندوة، و لا يعقد لواء حرب إلا فيها، و لا تدرع جارية من قريش إلا في تلك الدار فيشق عنها درعها

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست