responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 238

العرب فيهم من كثرتهم. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): كذلك عبرها الملك سحيرا».

و سبب بناء عبد اللّه بن الزبير للكعبة أن يزيد بن معاوية لما وجه الجيش عشرين ألف فارس و سبعة آلاف راجل و أميرهم مسلم بن قتيبة لقتال أهل المدينة، لما علم أنهم خرجوا عن طاعته: أي و أظهروا شتمه و أعلنوا بأنه ليس له دين، لأنه اشتهر عنه نكاح المحارم و إدمان شرب الخمر و ترك الصلاة و أنه يلعب بالكلاب: أي فقد ذكر بعض ثقات المؤرخين أنه كان له قرد يحضره مجلس شرابه و يطرح له و سادة و يسقيه فضلة كأسه، و اتخذ له أتانا وحشية قد ربضت له و صنع لها سرجا من ذهب يركب عليها و يسابق بها الخيل في بعض الأيام، و كان يلبس عليه قباء و قلنسوة من الحرير الأحمر.

و قد استفتى الكيا الهراسي من أكابر أئمتنا معاشر الشافعية، كان من رءوس تلامذة إمام الحرمين نظير الغزالي عن يزيد هذا هل هو من الصحابة؟ و هل يجوز لعنه؟ فأجاب بأنه ليس من الصحابة لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب. و للإمام أحمد قولان: أي في لعنه تلويح و تصريح، و كذلك الإمام مالك و كذا لأبي حنيفة.

و لنا قول واحد التصريح دون التلويح، و كيف لا يكون كذلك، و هو اللاعب بالنرد و المصيد بالفهود و مدمن الخمر و شعره في الخمر معلوم، هذا كلامه.

و سئل الغزالي هل من صرح بلعن يزيد يكون فاسقا؟ و هل يجوز الترحم عليه؟

فأجاب بأن من لعنه يكون فاسقا عاصيا، لأنه لا يجوز لعن المسلم، و لا يجوز لعن البهائم، فقد ورد النهي عن ذلك، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و يزيد صح إسلامه و ما صح أمره بقتل الحسين و لا رضاه بقتله، و ما لم يصح منه ذلك لا يجوز أن يظن به ذلك، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام، و إذا لم يعرف حقيقة الأمر وجب إحسان الظن به، و مع هذا فالقتل ليس بكفر بل هو معصية، و أما الترحم عليه فهو جائز بل هو مستحب، لأنه داخل في المؤمنين في قولنا في كل صلاة: اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات، هذا كلامه. و كان على ما أفتى به الكيا الهراسي من جواز التصريح بلعنه استاذنا الأعظم الشيخ محمد البكري تبعا لوالده الأستاذ الشيخ أبي الحسن.

و قد رأيت في كلام بعض أتباع أستاذنا المذكور في حق يزيد ما لفظه: زاده اللّه خزيا وضعه، و في أسفل سجين وضعه.

و في كلام ابن الجوزي: أجاز العلماء الورعون لعنه، و صنف في إباحة لعنه مصنفا.

و قال السعد التفتازاني: إني لأشك في إسلامه، بل في إيمانه، فلعنة اللّه عليه و على أنصاره و أعوانه، و على هذا يكون مستثنى من عدم جواز لعن الكافر المعين بالشخص.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست