responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 194

قال: و في الشرف للنيسابوري: فلما رأى الراهب الغمامة تظله (صلى اللّه عليه و سلم) فزع و قال:

ما أنتم عليه: أي أيّ شي‌ء أنتم عليه؟ قال: ميسرة غلام خديجة رضي اللّه تعالى عنها، فدنا إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) سرا من ميسرة و قبل رأسه و قدمه و قال: آمنت بك، و أنا أشهد أنك الذي ذكره اللّه في التوراة، ثم قال: يا محمد قد عرفت فيك العلامات كلها: أي العلامات الدالة على نبوتك المذكورة في الكتب القديمة، خلا خصلة واحدة، فأوضح لي عن كتفك، فأوضح له فإذا هو بخاتم النبوة يتلألأ، فأقبل عليه يقبله و يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أنك رسول اللّه النبي الأمي الذي بشر بك عيسى ابن مريم، فإنه قال: لا ينزل بعدي تحت هذه الشجرة إلا النبي الأميّ الهاشمي العربي المكي، صاحب الحوض و الشفاعة، و صاحب لواء الحمد انتهى.

أقول: قال في النور: و لم أجد أحدا عدّ هذا الراهب الذي هو نسطورا في الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم كما عدّ بعضهم فيها بحيرا الراهب، و ينبغي أن يكون هذا مثله هذا كلامه.

و قد قدمنا أنه سيأتي أن بحيرا و نسطورا و نحوهما ممن صدّق بأنه (صلى اللّه عليه و سلم) نبي هذه الأمة من أهل الفترة لا من أهل الإسلام فضلا عن كونه صحابيا، لأن المسلم من أقرّ برسالته (صلى اللّه عليه و سلم) بعد وجودها إلى آخر ما يأتي.

و من ثم ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة أن بحيرا ممن ذكر في كتب الصحابة غلطا، قال: لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه، و هو مسلم لقي النبي (صلى اللّه عليه و سلم) مؤمنا به، و مات على ذلك قال: فقولي مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل يعني بحيرا، هذا كلامه، و مراده ما ذكرنا، و لعل نسطورا هذا هو الذي تنسب إليه النسطورية من النصارى، فإن النصارى افترقت ثلاث فرق، نسطورية قالوا عيسى ابن اللّه. و يعقوبية قالوا عيسى هو اللّه عز و جل هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. و ملكانية قالوا عيسى عبد اللّه و نبيه. زاد بعضهم فرقة رابعة و هم إسرائيلية قالوا هو إله و أمه إله و اللّه إله.

هذا و في القاموس: النسطورية بالضم و يفتح: أمة من النصارى تخالف بقيتهم، و هم أصحاب نسطورا الحكيم الذي ظهر في أيام المأمون و تصرف في الإنجيل برأيه و قال إن اللّه واحد ذو أقانيم ثلاثة، و هو بالرومية نسطورس، كما افترقت اليهود ثلاث فرق، فإنها افترقت إلى قرائية و ربانية و سامرية.

و لا يخفى أن بقاء تلك الشجرة هذا الزمن الطويل قبل عيسى و بعده إلى زمن نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) على خلاف العادة، و صرف غير الأنبياء عن النزول تحت تلك الشجرة و كذا صرف الأنبياء الذين وجدوا بعد عيسى على ما تقدم عن النزول تحت تلك الشجرة بعد عيسى الذي دلت عليه الرواية الأولى و الرواية الثانية ممكن، و إن كانت الشجرة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست