responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 185

جابر رضي اللّه تعالى عنه قال: «كنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) نجني الكباث» بكاف فباء موحدة مفتوحتين فثاء مثلثة: أي و هو النضيج من ثمر الأراك، و في الحديث «عليكم بالأسود من ثمر الأراك فإنه أطيبه، فإني كنت أجتنيه إذ كنت أرعى الغنم. قلنا:

و كيف ترعى الغنم يا رسول اللّه؟ قال: نعم، و ما من نبي إلا و قد رعاها» ا ه.

أقول: و حينئذ لا ينبغي لأحد عير برعاية الغنم أن يقول كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يرعى الغنم، فإن قال ذلك أدب، لأن ذلك كما علمت كما في حق الأنبياء عليهم الصلاة و السلام دون غيرهم، فلا ينبغي الاحتجاج به، و يجرى ذلك في كل ما يكون كمالا في حق النبي (صلى اللّه عليه و سلم) دون غيره كالأمية، فمن قيل له أنت أمي فقال كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أميا يؤدب، و اللّه أعلم.

باب: حضوره (صلى اللّه عليه و سلم) حرب الفجار

أي بكسر الفاء بمعنى المفاجرة كالقتال بمعنى المقاتلة، و هو فجار البرّاض بفتح الباء الموحدة و تشديد الراء و ضاد معجمة عن ابن سعد قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) «قد حضرته» يعني الحرب المذكورة «مع عمومتي، و رميت فيه بأسهم، و ما أحب أني لم أكن فعلت» و كان له من العمر أربع عشرة سنة: أي و هذا الفجار الرابع.

و أما الفجار الأول فكان عمره (صلى اللّه عليه و سلم) حينئذ عشر سنين. و سببه أي هذا الفجار الأول أن بدر بن معشر الغفاري كان له مجلس يجلس فيه بسوق عكاظ و يفتخر على الناس، فبسط يوما رجله و قال: أنا أعز العرب، فمن زعم أنه أعز مني فليضربها بالسيف، فوثب عليه رجل فضربه بالسيف على ركبته فأندرها: أي أسقطها و أزالها، و قيل جرحه جرحا يسيرا. قال بعضهم: و هو الأصح، فاقتتلوا.

و سبب الفجار الثاني أن امرأة من بني عامر كانت جالسة بسوق عكاظ فأطاف بها شاب من قريش من بني كنانة فسألها أن تكشف وجهها فأبت فجلس خلفها و هي لا تشعر و عقد زيلها بشوكة، فلما قامت انكشف دبرها فضحك الناس منها فنادت المرأة يا آل عامر، فثاروا بالسلاح و نادى الشاب يا بني كنانة، فاقتتلوا. و قوله:

«فسألها أن تكشف وجهها فأبت» يدل على أن النساء في الجاهلية كنّ يأبين كشف وجوههن.

و سبب الفجار الثالث أنه كان لرجل من بني عامر دين على رجل من بني كنانة فلواه به: أي مطله فجرت بينهما مخاصمة، فاقتتل الحيان.

و قد ذكر أن عبد اللّه بن جدعان تحمل ذلك الدين في ماله، و كان ذلك سببا لانقضاء الحرب. و قيل لم يقاتل (صلى اللّه عليه و سلم) في فجار البراض، و عليه اقتصر في الوفاء: أي‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست