responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 178

باب: ما حفظه اللّه تعالى به في صغره (صلى اللّه عليه و سلم) من أمر الجاهلية

أي من أقذارهم و معايبهم: أي بحسب ما آل إليه شرعه، لما يريد اللّه تعالى به من كرامته، حتى صار أحسنهم خلقا، و أصدقهم حديثا، و أعظمهم أمانة، و أبعدهم من الفحش و الأخلاق التي تدنس الرجال تنزيها و تكريما: أي حتى كان (صلى اللّه عليه و سلم) أفضل قومه مروءة، و أحسنهم خلقا، و أكرمهم مخالطة، و خيرهم جوارا، و أعظمهم حلما و أمانة، و أصدقهم حديثا فسموه الأمين، لما جمع اللّه عز و جل فيه من الأمور الصالحة الحميدة، و الفعال السديدة، من الحلم و الصبر، و الشكر و العدل، و الزهد و التواضع و العفة و الجود، و الشجاعة و الحياء و المروءة.

فمن ذلك ما ذكر ابن إسحاق أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «لقد رأيتني. أي رأيت نفسي- في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب به الغلمان، كلنا قد تعرّى و أخذ إزاره و جعله على رقبته يحمل عليها الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك و أدبر، إذ لكمني لاكم: أي من الملائكة ما أراها لكمة وجيعة» و في لفظ «لكمني لكمة شديدة».

و قد يقال: لا منافاة، لأنها مع شدتها لم تكن وجيعة له (صلى اللّه عليه و سلم): «ثم قال شدّ عليك إزارك، فأخذته فشددته عليّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي و إزاري عليّ من بين أصحابي» أي و قد وقع له (صلى اللّه عليه و سلم) مثل ذلك: أي نقل الحجارة عاريا عند إصلاح أبي طالب لزمزم.

فعن ابن إسحاق و صححه أبو نعيم قال: «كان أبو طالب يعالج زمزم، و كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) ينقل الحجارة و هو غلام، فأخذ إزاره و اتقى به الحجارة فغشي عليه، فلما أفاق سأله أبو طالب، فقال أتاني آت عليه ثياب بيض، فقال لي استتر» فما رؤيت عورته (صلى اللّه عليه و سلم) من يومئذ.

و في الخصائص الصغرى: و نهى (صلى اللّه عليه و سلم) عن التعري و كشف العورة من قبل أن يبعث بخمس سنين. و قد وقع له (صلى اللّه عليه و سلم) مثل ذلك: أي نهيه عن التعري عند بنيان الكعبة كما سيأتي، و سيأتي ما فيه.

و من ذلك ما جاء عن علي رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): يقول «ما هممت بقبيح مما همّ به أهل الجاهلية» أي و يفعلونه «إلا مرتين من الدهر، كلتاهما عصمني اللّه عز و جل منهما» أي من فعلهما «قلت لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في غنم لأهله يرعاها» أي و في لفظ «قلت ليلة لبعض فتيان مكة و نحن في رعاية غنم أهلها» لم أقف على اسم هذا الفتى «أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست