responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 164

فوضعه في حجره ثم قام عبد المطلب و رفع يديه، ثم قال: اللهم رب البرق الخاطف، و الرعد القاصف، رب الأرباب، و ملين الصعاب، هذه قيس و مضر، من خير البشر، قد شعثت رءوسها، و حدبت ظهورها تشكو إليك شدة الهزال و ذهاب النفوس و الأموال. اللهم فأتح لهم سحابا خوارة و سماء خرارة لتضحك أرضهم و يزول ضرهم، فما استتم كلامه حتى نشأت سحابة دكناء لها دويّ و قصدت نحو عبد المطلب، ثم قصدت نحو بلادهم، فقال عبد المطلب: يا معشر قيس و مضر انصرفوا فقد سقيتم فرجعوا و قد سقوا.

و ذكر بعضهم أنهم كانوا في الجاهلية يستسقون إذا أجدبوا فإذا أرادوا ذلك أخذوا من ثلاثة أشجار، و هي سلع و عشر و شبرق، من كل شجرة شيئا من عيدانها و جعلوا ذلك حزمة و ربطوا بها على ظهر ثور صعب و أضرموا فيها النار و يرسلون ذلك الثور، فإذا أحس بالنار عدا حتى يحترق ما على ظهره و يتساقط، و قد يهلك ذلك الثور فيسقون.

و في حياة الحيوان كانت العرب إذا أرادت الاستسقاء جعلت النيران في أذناب البقر و أطلقوها فتمطر السماء، فإن اللّه يرحمها بسبب ذلك. قال: و ذكر ابن الجوزي أنه (صلى اللّه عليه و سلم) في سنة سبع من مولده أصابه رمد شديد، فعولج بمكة فلم يغن، فقيل لعبد المطلب إن في ناحية عكاظ راهبا يعالج الأعين فركب إليه و معه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فناداه و ديره مغلق فلم يجبه، فتزلزل ديره حتى خاف أن يسقط عليه، فخرج مبادرا.

فقال: يا عبد المطلب إن هذا الغلام نبي هذه الأمة و لو لم أخرج إليك لخر علي ديري، فارجع به و احفظه لا يقتله بعض أهل الكتاب، ثم عالجه و أعطاه ما يعالجه به.

هذا و رأيت في كتاب سماه مؤلفه «كريم الندماء و نديم الكرماء» أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) رمد و هو صغير، فمكث أياما يشكو، فقال قائل لجده عبد المطلب: إن بين مكة و المدينة راهبا يرقي من الرمد، و قد شفى على يديه خلق كثير، فأخذه جده و ذهب به إلى ذلك الراهب، فلما رآه الراهب دخل إلى صومعته فاغتسل و لبس ثيابه ثم أخرج صحيفة فجعل ينظر إلى الصحيفة و إليه (صلى اللّه عليه و سلم)، ثم قال: هو و اللّه خاتم النبيين، ثم قال:

يا عبد المطلب هو أرمد؟ قال نعم، قال: إن دواءه معه، يا عبد المطلب خذ من ريقه و ضعه على عينيه فأخذ عبد المطلب من ريقه (صلى اللّه عليه و سلم) و وضعه على عينيه (صلى اللّه عليه و سلم) فبرئ لوقته ثم قال الراهب يا عبد المطلب و تاللّه هذا هو الذي أقسم على اللّه به فأبرأ المرضى و أشفى الأعين من الرمد فليتأمل، فإن تعدد الواقعة لا يخلو عن بعد، و اللّه أعلم.

باب: وفاة عبد المطلب و كفالة عمه أبي طالب له (صلى اللّه عليه و سلم)

ثم لما كان سنه (صلى اللّه عليه و سلم) ثمان سنين: أي بناء على الراجح من الأقوال المتكاثرة،

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست