responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 159

قال: و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: دعوا ابني يجلس، فإنه يحس من نفسه بشي‌ء: أي بشرف، و أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه به عربي قبله و لا بعده. و في رواية: دعوا ابني إنه ليؤنس ملكا: أي يعلم من نفسه أن له ملكا. و في لفظ: ردوا ابني إلى مجلسي، فإنه تحدثه نفسه بملك عظيم و سيكون له شأن.

و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما قال: سمعت، أبي يقول: كان لعبد المطلب مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، و كان حرب بن أمية فمن دونه من عظماء قريش يجلسون حوله دون المفرش، فجاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوما و هو غلام لم يبلغ الحلم فجلس على المفرش، فجذبه رجل فبكى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال عبد المطلب و ذلك بعد ما كف بصره ما لابني يبكي، قالوا له: أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال عبد المطلب: دعوا ابني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف: أي يتيقن في نفسه شرفا، و أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله و لا بعده: أي فكانوا بعد ذلك لا يردونه عنه حضر عبد المطلب أو غاب: أي و لعل هذا كان في آخر الأمر، فلا ينافي ما تقدم الدّال ظاهرا على تكرر ذلك منه (صلى اللّه عليه و سلم)، من اختلاف قول عبد المطلب، و إلا فيحتمل أن اختلاف قول عبد المطلب جاء من اختلاف الرواة.

و قال لعبد المطلب قوم من بني مدلج: أي و هم القافة العارفون بالآثار و العلامات: احتفظ به، فإنا لم نر قط ما أشبه بالقدم التي في المقام منه: أي و هي قدم إبراهيم عليه الصلاة و السلام.

أقول: أي فإن إبراهيم عليه الصلاة و السلام، أثرت قدماه في المقام: و هو الحجر الذي كان يقوم عليه عند بناء البيت كما سيأتي، و هو الذي يزار الآن بالمكان الذي يقال له مقام إبراهيم: أي و قد أشار إلى ذلك عمه أبو طالب في قصيدته بقوله مقسما:

و بالحجر المسود إذ يلثمونه‌* * * إذا اكتنفوه في الضحى و الأصائل‌

و موطئ إبراهيم في الصخر رطبة* * * على قدميه حافيا غير ناعل‌

قال الحافظ ابن كثير: يعني أن رجله الكريمة غاصت في الصخرة فصارت على قدر قدمه حافية لا منتعلة.

و عن أنس رضي اللّه تعالى عنه: رأيت في المقام أثر أصابع إبراهيم و عقبيه و أخمص قدميه غير أن مسح الناس بأيديهم أذهب ذلك: أي و مشابهة قدمه (صلى اللّه عليه و سلم) لقدم سيدنا إبراهيم تدل على أن تلك الأقدام بعضها من بعض كما تقدم في قول مجزز المدلجي في زيد بن أسامة رضي اللّه عنهما و قد ناما و غطيا رءوسهما و بدت‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست