responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 150

العلقة السوداء التي هي حظ الشيطان و مغمزه مما اختص به (صلى اللّه عليه و سلم) عن الأنبياء (صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين).

و ما في بعض الآثار أن التابوت أي تابوت بني إسرائيل كان فيه الطست الذي غسلت فيه قلوب الأنبياء المراد ظاهر قلوبهم، لأن القلب من جملة الأحشاء التي غسلت بغسل الصدر أو البطن كما تقدم على أن ابن دحية ذكر أنه أثر باطل.

و قد يطلق الصدر على القلب من باب تسمية الحال باسم محل. و منه ما وقع في قصة المعراج «ثم أتى بطست ممتلئ حكمة و إيمانا فأفرغ في صدره» و منه قول الجلال السيوطي في الخصائص الصغرى: إن شق صدره الشريف من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) على الأصح من القولين: أي شق قلبه. و سيأتي الكلام على ذلك في الكلام على المعراج بما هو أبسط مما هنا.

و عن حليمة رضي اللّه تعالى عنها: أنها كانت بعد رجوعها به (صلى اللّه عليه و سلم) من مكة لا تدعه أن يذهب مكانا بعيدا: أي عنها، فغفلت عنه (صلى اللّه عليه و سلم) يوما في الظهيرة فخرجت تطلبه فوجدته مع أخته أي من الرضاعة و هي الشيماء، و كانت تحضنه مع أمها أي و لذلك تدعى أمّ النبي أيضا أي و كانت ترقصه بقولها:

هذا أخ لي لم تلده أمي‌* * * و ليس من نسل أبي و عمي‌

فأنمه اللهم فيما تنمي

فقالت في هذا الحر: أي لا ينبغي أن يكون في هذا الحر، فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرا، رأيت غمامة تظلّ عليه، إذا وقف وقفت، و إذا سار سارت حتى انتهى إلى هذا الموضع، فجعلت تقول: أ حقا يا بنية؟ قالت: إي و اللّه، فجعلت تقول: أعوذ باللّه من شرّ ما يحذر على ابني: أي و في كلام بعضهم: و رأت يعني حليمة الغمامة تظله، إذا وقف وقفت، و إذا سار سارت.

و قد يقال الرؤية في حق حليمة علمية، و في حق أخته بصرية فلا مخالفة، أو أنها أبصرتها بعد الإخبار بها كما يدل على ذلك القول بأنه أفزعها ذلك من أمره أي و في كونها فزعت من ذلك بعد إخبار أخته لها بذلك شي‌ء، فقدمت به على أمه.

أقول: عن الواقدي أن حليمة لما قدمت به (صلى اللّه عليه و سلم) إلى مكة لترده لأمه رأت غمامة تظله في الطريق، إن سار سارت، و إن وقف وقفت. و سياق هذه الرواية يقتضي أنها ردته إلى أمه عقب مجيئها به من مكة، و أن ذلك كان قبل شقّ صدره عندها.

و حينئذ تكون هذه قدمة ثانية لحليمة إلى مكة كانت قبل شق صدره، ففي القدمة الأولى كان سنه (صلى اللّه عليه و سلم) سنتين، و في هذه القدمة كان سنه (صلى اللّه عليه و سلم) سنتين و أشهرا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست