responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 147

أقول: الشراك أحد سيور النعل الذي هو المداس الذي يكون على وجهنا، و لعل حكمة بقائه ليدل على وجود الشق.

و اعلم أنه حيث كانت قصة شق صدره الشريف في زمن الرضاع عند حليمة واحدة يكون هذه الروايات المراد منها واحد، و أن بعضها وقع فيها الاختصار عما وقعت به الإطالة في بعضها، و أن إخباره (صلى اللّه عليه و سلم) بأن الملائكة كانوا ثلاثة لا ينافي إخباره بأنهم كانوا اثنين، و نسبة الأخذ و الإضجاع و الشق للبطن أو الصدر إلى الثلاثة أو إلى الاثنين، لا ينافي أن متعاطي ذلك واحد منهم كما أخبر به أخوه، و جاء التصريح به في بعض الروايات، و أن التعبير في بعضها بشق البطن هو المراد بشق الصدر إلى منتهى العانة في بعضها، و أنه ليس المراد بشق البطن أو شق الصدر شق القلب، لما تقدم في الرواية «و استخرج أحشاء بطني ثم غسلها ثم أعادها مكانها، ثم قال لصاحبه تنح عنه، فنحاه عني، ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي فصدعه الحديث» و أنه يجوز أن يكون الطست كان متعددا واحدا من زمردة خضراء و واحدا من ذهب، و أن الأول كان فارغا معدا لأن يلقى فيه ماء يغسل به باطنه أي مع أحشائه و منها أي من جملة الأحشاء ظاهر قلبه من الإبريق الفضة و أن الثاني كان مملوءا ثلجا معدا لأن يغسل به قلبه: أي داخل قلبه.

و حينئذ يكون في بعض الروايات اقتصر على القلب، و في بعضها جمع بينه و بين الأحشاء في ذلك و يحتاج إلى الجمع بين كون الشق في ذروة الجبل و كونه في شفير الوادي، و كون المخرج علقة و كونه مضغة.

و قد يقال جاز أن تكون ذروة الجبل قريبة من شفير الوادي، و أنه عبر عن الذي أخرجه و ألقاه تارة بالعلقة و تارة بالمضغة، و لعل تلك المضغة كانت قريبة من العلقة و لا يخفى أن هذه العلقة يحتمل أنها غير حبة القلب التي أخذت منها المحبة و هي علقة سوداء في صميمه المسماة بسويداء القلب.

و يحتمل أنها هي و اللّه أعلم، و قد أشار إلى هذه القصة صاحب الهمزية بقوله:

و أتت جده و قد فصلته‌* * * و بها من فصاله البرحاء

إذ أحاطت به ملائكة اللّه‌* * * فظنت بأنهم قرناء

و رأى وجدها به و من الوج* * * د لهيب تصلى به الأحشاء

فارقته كرها و كان لديها* * * ثاويا لا يمل منه الثواء

شق عن قلبه و أخرج منه‌* * * مضغة عند غسله سوداء

ختمته يمنى الأمين و قد أو* * * دع ما لم يذع له أنباء

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست