responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 135

و استفتي الحافظ ابن حجر عن بعض الوعاظ يذكر عند اجتماع الناس للمولد حادثات أي وقائع تتعلق به (صلى اللّه عليه و سلم) جاءت بها الأخبار هي مخلة بالتعظيم حتى يظهر من السامعين لها حزن، فيبقى (صلى اللّه عليه و سلم) في حيز من يرحم لا في حيز من يعظم.

من ذلك أنهم يقولون إن المراضع حضرن و لم يأخذنه لعدم ماله و نحو ذلك، فما قولكم في ذلك؟

فأجاب بما نصه: ينبغي لمن يكون فطنا أن يحذف من الخبر: أي الحديث ما يوهم في المخبر عنه نقصا و لا يضره ذلك، بل يجب كما وقع لإمامنا الشافعي رضي اللّه تعالى عنه حيث قال في بعض نصوصه «و قطع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) امرأة لها شرف فكلم فيه، فقال: لو سرقت فلانة لامرأة شريفة لقطعتها، يعني فاطمة بنت النبي (صلى اللّه عليه و سلم)» فلم يصرح باسمها تأدبا معها أن تذكر في هذا المعرض. و إن كان (صلى اللّه عليه و سلم) ذكرها- لأن ذلك منه (صلى اللّه عليه و سلم) حسن دلّ على أن الخلق عنده (صلى اللّه عليه و سلم) في الشرع سواء، فهذا من كمال أدب الإمام رضي اللّه تعالى عنه و أرضاه، و نفعنا ببركاته: أي فإذا جاز حذف بعض الحديث الموهم نقصا في بعض أهل بيته، فما بالك بما يوهم النقص فيه (صلى اللّه عليه و سلم)، و هذا من الحافظ يدل على أن إباء المراضع له (صلى اللّه عليه و سلم) وارد حيث أقره و لم ينكره، و اللّه أعلم.

قال: و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما «كان أول كلام تكلم به (صلى اللّه عليه و سلم) حين فطمته حليمة رضي اللّه تعالى عنها، اللّه أكبر كبيرا، و الحمد للّه كثيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا» أي و قد تقدم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) تكلم بهذا عند خروجه من بطن أمه. و في رواية «أوّل كلام تكلم (صلى اللّه عليه و سلم) به في بعض الليالي: أي و هو عند حليمة: لا إله إلا اللّه قدوسا قدوسا نامت العيون و الرحمن لا تأخذه سنة و لا نوم» و كان (صلى اللّه عليه و سلم) لا يمس شيئا إلا قال بسم اللّه.

و عن حليمة رضي اللّه عنها «لما دخلت به (صلى اللّه عليه و سلم) إلى منزلي لم يبق منزل من منازل بني سعد إلا شممنا منه ريح المسك، و ألقيت محبته (صلى اللّه عليه و سلم): أي و اعتقاد بركته في قلوب الناس، حتى إنّ أحدهم كان إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه (صلى اللّه عليه و سلم) فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن اللّه تعالى سريعا. و كذلك إذا اعتل لهم بعير أو شاة انتهى.

قالت حليمة: فقدمنا مكة على أمه (صلى اللّه عليه و سلم): أي بعد أن بلغ سنتين و نحن أحرص شي‌ء على مكثه فينا لما نرى من بركته (صلى اللّه عليه و سلم)، فكلمنا أمه و قلت لها: لو تركتي بنيّ عندي حتى يغلظ.

و في كلام ابن الأثير: قلنا لها دعينا نرجع به هذه السنة الأخرى فإني أخشى‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست