إخفاء ذمته، عازمون على قتل ابن أخيه، و ما يغني حمزة أو عمر أو غيرهما إن انقض أحد من المشركين على ابن أخيه بغتة.
تأكد ذلك عند أبي طالب، و لم يكن إلا حقا، فإنهم كانوا قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) علانية، و إلى هذا الإجماع إشارة في قوله تعالى: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ [الزخرف: 79] فما ذا يفعل أبو طالب إذن.
إنه لما رأى تألب قريش على ابن أخيه قام في أهل بيته من بني هاشم و بني المطلب ولدي عبد مناف، و دعاهم إلى ما هو عليه من منع ابن أخيه و القيام دونه، فأجابوه إلى ذلك مسلمهم و كافرهم، حمية للجوار العربي، إلا ما كان من أخيه أبي لهب، فإنه فارقهم، و كان مع قريش [1].
[1] ابن هشام 1/ 269، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه بن محمد النجدي ص 106.