responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 366

خيلهما حتى وجد المرأة بذلك المكان، فاستنزلاها، و قالا: معك كتاب؟ فقالت: ما معي كتاب، ففتشا رحلها فلم يجدا شيئا، فقال لها علي: أحلف باللّه، ما كذب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لا كذبنا، و اللّه لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت الجد منه، قالت: أعرض.

فأعرض، فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليهما، فأتيا به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فإذا فيه: (من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش) يخبرهم بمسير رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حاطبا، فقال: ما هذا يا حاطب؟ فقال: لا تعجل عليّ يا رسول اللّه، و اللّه إني لمؤمن باللّه و رسوله، و ما ارتددت و لا بدلت، و لكني كنت امرأ ملصقا في قريش، لست من أنفسهم، ولي فيهم أهل و عشيرة و ولد، و ليس لي فيهم قرابة يحمونهم، و كان من معك لهم قرابات يحمونهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي. فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول اللّه أضرب عنقه، فإنه قد خان اللّه و رسوله، و قد نافق، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إنه قد شهد بدرا، و ما يدريك يا عمر، لعل اللّه قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، فذرفت عينا عمر، و قال: اللّه و رسوله أعلم‌ [1].

و هكذا أخذ اللّه العيون، فلم يبلغ إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين و تهيؤهم للزحف و القتال.

الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة

و لعشر خلون من شهر رمضان المبارك سنة 8 ه غادر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة متجها إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة رضي اللّه عنهم و استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري.

و لما كان بالجحفة أو فوق ذلك لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، و كان قد خرج بأهله و عياله مسلما مهاجرا، ثم لما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث و ابن عمته عبد اللّه بن أبي أمية، فأعرض عنهما، لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى و الهجو، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك و ابن عمتك أشقى الناس بك. و قال علي لأبي سفيان بن الحارث: ائت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا، وَ إِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ‌ [يوسف: 91]. فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه قولا. ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لا تَثْرِيبَ‌


[1] انظر صحيح البخاري 1/ 422، 2/ 612.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست