لأصحابه غلمان يقومون عليها، و كانوا لا يفرغون يقومون عليها، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع، و من كل ثمر ما بدا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يقرهم. و كان عبد اللّه بن رواحة يخرصه عليهم.
و قسم أرض خيبر على ستة و ثلاثين سهما، و جمع كل سهم مائة سهم، فكانت ثلاثة آلاف و ستمائة سهم، فكان لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و المسلمين النصف من ذلك و هو ألف و ثمانمائة سهم، لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سهم كسهم أحد المسلمين، و عزل النصف الآخر و هو ألف و ثمانمائة سهم، سهم لنوائبه و ما يتنزل به من أمور المسلمين، و إنما قسمت على ألف و ثمانمائة سهم، لأنها كانت طعمة من اللّه لأهل الحديبية من شهد منهم و من غاب، و كانوا ألفا و أربعمائة و كان معهم مائتا فرس، لكل فرس سهمان، فقسمت على ألف و ثمانمائة سهم، فصار للفارس ثلاثة أسهم، و للراجل سهم واحد. [1]
و يدل على كثرة مغانم خيبر ما رواه البخاري عن ابن عمر قال: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر، و ما رواه عن عائشة قالت: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر [2]. و لما رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم إياها من النخيل حين صار لهم بخيبر مال و نخيل. [3]
قدوم جعفر بن أبي طالب و الأشعرين
و في هذه الغزوة قدم عليه ابن عمه جعفر بن أبي طالب و أصحابه، و معهم الأشعريون أبو موسى و أصحابه.
قال أبو موسى: بلغنا مخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و نحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه- أنا و أخوان لي- في بضع و خمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفرا و أصحابه عنده، فقال: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعثنا و أمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا فوافقنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين فتح خيبر، فأسهم لنا، و ما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معه، إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر و أصحابه، قسم لهم معهم. [4]