responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 312

و ادعهم إلى الإسلام. و أمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين، و نساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، و يخبرهم أن اللّه عز و جل مظهر دينه بمكة، حتى لا يستخفي فيها أحد بالإيمان.

فانطلق عثمان حتى مر على قريش ببلدح، فقالوا: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كذا و كذا، قالوا: قد سمعنا ما تقول، فانفذ لحاجتك، و قام إليه أبان بن سعيد بن العاص، فرحب به ثم أسرج فرسه، فحمل عثمان على الفرس، و أجاره و أردفه حتى جاء مكة، و بلغ الرسالة إلى زعماء قريش. فلما فرغ عرضوا عليه أن يطوف بالبيت، لكنه رفض هذا العرض، و أبى أن يطوف حتى يطوف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

إشاعة مقتل عثمان و بيعة الرضوان‌

و احتبسته قريش عندها- و لعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيما بينهم في الوضع الراهن، و يبرموا أمرهم، ثم يردوا عثمان بجواب ما جاء به من الرسالة- و طال الاحتباس، فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لما بلغته تلك الإشاعة: «لا نبرح حتى نناجز القوم» ثم دعا أصحابه إلي البيعة، فثاروا إليه يبايعونه على أن لا يفروا، و بايعته جماعة على الموت، و أول من بايعه أبو سنان الأسدي، و بايعه سلمة بن الأكوع على الموت ثلاث مرات، في أول الناس و وسطهم و آخرهم، و أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): بيد نفسه و قال: «هذه عن عثمان»، و لما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه، و لم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين يقال له: جد بن قيس.

أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) هذه البيعة تحت شجرة، و كان عمر آخذا بيده، و معقل بن يسار آخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هذه هي بيعة الرضوان التي أنزل اللّه فيها لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18].

إبرام الصلح و بنوده‌

و عرفت قريش حراجة الموقف، فأسرعت إلى بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح، و أكدت له أن لا يكون في الصلح إلا أن يرجع عنا عامه هذا، لا تتحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبدا. فأتاه سهيل بن عمرو، فلما رآه (عليه السلام) قال: «قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل» فجاء سهيل فتكلم طويلا، ثم اتفقا على قواعد الصلح و هي هذه:

1- الرسول- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يرجع من عامه، فلا يدخل مكة و إذا كان العام القابل دخلها

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست