responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 255

و على عكس من هذا كان في القتلى رجل من يهود بني ثعلبة، قال لقومه: يا معشر يهود و اللّه لقد علمتم أن نصر محمد عليكم حق. قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال: لا سبت لكم. فأخذ سيفه و عدته، و قال: إن أصبت فمالي لمحمد، يصنع فيه ما شاء، ثم غدا فقاتل حتى قتل، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): مخيريق خير يهود [1].

جمع الشهداء و دفنهم‌

و أشرف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) على الشهداء، فقال: «أنا شهيد على هؤلاء، إنه ما من جريح يجرح في اللّه إلا و اللّه يبعثه يوم القيامة، يدمي جرحه اللون لون الدم، و الريح ريح المسك» [2].

و كان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة، فأمر أن يردوهم فيدفنوهم في مضاجعهم، و أن لا يغسلوا، و أن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد و الجلود، و كان يدفن الاثنين و الثلاثة في القبر الواحد، و يجمع بين الرجلين في ثوب واحد، و يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشاروا إلى رجل قدمه في اللحد، و قال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. و دفن عبد اللّه بن عمرو بن حرام، و عمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من المحبة [3].

و فقدوا نعش حنظلة، فتفقدوه، فوجدوه في ناحية فوق الأرض يقطر منه الماء، فأخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أصحابه أن الملائكة تغسله، ثم قال: «سلوا أهله ما شأنه؟» فسألوا امرأته، فأخبرتهم الخبر. و من هنا سمي حنظلة: غسيل الملائكة [4].

و لما رأى ما بحمزة- عمه و أخيه من الرضاعة- اشتد حزنه، و جاءت عمته صفية تريد أن تنظر أخاها حمزة، فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ابنها الزبير أن يصرفها، لا ترى ما بأخيها، فقالت: و لم؟ و قد بلغني أن قد مثل بأخي، و ذلك في اللّه، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن و لأصبرن إن شاء اللّه. فأتته، فنظرت إليه، فصلت عليه- دعت له- و استرجعت و استغفرت له. ثم أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بدفنه مع عبد اللّه بن جحش- و كان ابن أخته، و أخاه من الرضاعة.

قال ابن مسعود: ما رأينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) باكيا قط أشد من بكائه على حمزة بن‌


[1] ابن هشام 2/ 88، 89.

[2] نفس المصدر 2/ 98.

[3] زاد المعاد 2/ 98، و صحيح البخاري 2/ 584.

[4] زاد المعاد 2/ 94.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست