responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 240

بعضا، حتى اجتمعوا على المسلمين، و ثبتوا للقتال، و أحيط المسلمون من الأمام و الخلف، و وقعوا بين شقي الرحى.

موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حينئذ في مفرزة صغيرة- تسعة نفر من أصحابه‌ [1]- في مؤخرة المسلمين‌ [2]، كان يرقب مجالدة المسلمين و مطاردتهم المشركين؛ إذ بوغت بفرسان خالد مباغتة كاملة، فكان أمامه طريقان، إما أن ينجو- بالسرعة- بنفسه و بأصحابه التسعة إلى ملجأ مأمون، و يترك جيشه المطوق إلى مصيره المقدور، و إما أن يخاطر بنفسه فيدعو أصحابه ليجمعهم حوله، و يتخذ بهم جبهة قوية يشق بها الطريق لجيشه المطوق إلى هضاب أحد.

و هناك تجلت عبقرية الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و شجاعته المنقطعة النظير، فقد رفع صوته ينادي أصحابه: «عباد اللّه»، و هو يعرف أن المشركين سوف يسمعون صوته قبل أن يسمعه المسلمون، و لكنه ناداهم و دعاهم مخاطرا بنفسه في هذا الظرف الدقيق.

و فعلا فقد علم به المشركون فخلصوا إليه، قبل أن يصل إليه المسلمون.

تبدد المسلمين في الموقف‌

أما المسلمون فلما وقعوا في التطويق طار صواب طائفة منهم، فلم تكن تهمها إلا أنفسها، فقد أخذت طريق الفرار، و تركت ساحة القتال، و هي لا تدري ما ذا وراءها؟ و فر من هذه الطائفة بعضهم إلى المدينة حتى دخلها، و انطلق بعضهم إلى فوق الجبل، و رجعت طائفة أخرى فاختلطت بالمشركين، و التبس العسكران، فلم يتميزوا، فوقع القتل في المسلمين بعضهم من بعض. روى البخاري عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة، فصاح إبليس: أي عباد اللّه أخراكم- أي احترزوا من ورائكم- فرجعت أولاهم، فاجتلدت هي و أخراهم، فبصر حذيفة، فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد اللّه أبي أبي. قالت: فو اللّه ما احتجزوا عنه حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر اللّه لكم، قال عروة: فو اللّه ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق باللّه‌ [3].


[1] في صحيح مسلم (2/ 107) أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أفرد يوم أحد فدى سبعة من الأنصار و رجلين من قريش.

[2] يدل عليه قوله تعالى: وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ. (3/ 153).

[3] صحيح البخاري 1/ 539، 2/ 581، و فتح الباري 7/ 351، 362، 363 و ذكر غير البخاري أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أراد أن يديه. فقال حذيفة: تصدقت بديته على المسلمين، فزاد ذلك حذيفة خيرا عند النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم). انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 246.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست