responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 236

أقبل أبو دجانة معلما بعصابته الحمراء، آخذا بسيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مصمما على أداء حقه، فقاتل حتى أمعن في الناس، و جعل لا يلقى مشركا إلا قتله، و أخذ يهد صفوف المشركين هدّا. قال الزبير بن العوام: وجدت في نفسي حين سألت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) السيف فمنعنيه، و أعطاه أبا دجانة، و قلت أي في نفسي: أنا ابن صفية عمته، و من قريش، و قد قمت إليه، فسألته إياه قبله فاتاه إياه و تركني، و اللّه لأنظرن ما يصنع؟ فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء، فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، فخرج و هو يقول:

أنا الذي عاهدني خليلي‌* * * و نحن بالسفح لدى النخيل‌

ألّا أقوم الدهر في الكيول‌ [1]* * * أضرب بسيف اللّه و الرسول‌

فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، كان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا زفف عليه، فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه، فدعوت اللّه أن يجمع بينهما فالتقيا، فاختلفا ضربتين، فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته، فعضت بسيفه، فضربه أبو دجانة فقتله‌ [2].

ثم أمعن أبو دجانة في هدّ الصفوف، حتى خلص إلى قائدة نسوة قريش، و هو لا يدري بها. قال أبو دجانة: رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا فصمدت له، فلما حملت عليه السيف ولول، فإذا امرأة، فأكرمت سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن أضرب به امرأة.

و كانت تلك المرأة هي هند بنت عتبة. قال الزبير بن العوام رأيت أبا دجانة قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة، ثم عدل السيف عنها، فقلت: اللّه و رسوله أعلم‌ [3].

و قاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الليوث المهتاجة، فقد اندفع إلى قلب جيش المشركين يغامر مغامرة منقطعة النظير، ينكشف عنه الأبطال كما تتطاير الأوراق أمام الرياح الهوجاء: فبالإضافة إلى مشاركته الفعالة في إبادة حاملي لواء المشركين، فعل الأفاعيل بأبطالهم الآخرين حتى صرع و هو في مقدمة المبرزين، و لكن لا كما تصرع الأبطال وجها لوجه في ميدان القتال، و إنما كما يغتال الكرام في حلك الظلام.


[1] الكيول: آخر الصفوف. يعني أنه لا يقاتل في مؤخرة الصفوف. بل يظل أبدا في المقدمة.

[2] ابن هشام 2/ 68، 69.

[3] نفس المصدر 2/ 69.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست