responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 208

و قدم الأسارى بعد بلوغه المدينة بيوم، فقسمهم على أصحابه، و أوصى بهم خيرا، فكان الصحابة يأكلون التمر، و يقدمون لأسرائهم الخبز عملا بوصية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

قضية الأسارى:

و لما بلغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة استشار أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر:

يا رسول اللّه هؤلاء بنو العم و العشيرة و الإخوان، و إني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، و عسى أن يهداهم اللّه، فيكونوا لنا عضدا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ما ترى يا ابن الخطاب؟» قال: قلت: و اللّه ما أرى ما رأى أبو بكر، و لكن أرى أن تمكنني من فلان- قريب لعمر- فأضرب عنقه، و تمكن عليا من عقيل بن أبي طالب فيضرب عنقه، و تمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم اللّه أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، و هؤلاء صناديدهم و أئمتهم و قادتهم.

فهوى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما قال أبو بكر، و لم يهو ما قلت، و أخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر: فغدوت إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبي بكر- و هما يبكيان- فقلت يا رسول اللّه أخبرني ما يبكيك أنت و صاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، و إن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «للذي عرض عليّ أصحابك: من أخذهم الفداء، فقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة- شجرة قريبة- [1]».

و أنزل اللّه تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى‌ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَ اللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌ [الأنفال: 67، 68].

و الكتاب الذي سبق من اللّه هو قوله تعالى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً [محمد: 4] ففيه الإذن بأخذ الفدية من الأسارى و لذلك لم يعذبوا، و إنما نزل العتاب لأنهم أسروا الكفار قبل أن يثخنوا في الأرض، ثم إنهم قبلوا الفداء من أولئك المجرمين الذين لم يكونوا أسرى حرب فقط، بل كانوا أكابر مجرمي الحرب الذين لا يتركهم قانون الحرب الحديث إلا و يحاكمهم، و لا يكون الحكم في الغالب إلا بالإعدام أو بالحبس حتى الموت.

و استقر الأمر على رأي الصديق فأخذ منهم الفداء، و كان الفداء من أربعة آلاف‌


[1] تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 36.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست