responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 197

و أما المسلمون فبعد أن استنصروا ربهم، و استغاثوه، و أخلصوا له، و تضرعوا إليه، تلقوا هجمات المشركين المتوالية، و هم مرابطون في مواقعهم، واقفون موقف الدفاع، و قد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة، و هم يقولون: أحد أحد.

الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) يناشد ربه:

و أما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فكان منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر، و يقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك و وعدك». حتى إذا حمي الوطيس، و استدارت رحى الحرب بشدة، و احتدم القتال، و بلغت المعركة قمتها، قال: «اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا».

و بالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، و قال: حسبك يا رسول اللّه، ألححت على ربك.

و أوحى اللّه إلى ملائكته: أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا، سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ‌، و أوحى إلى رسوله: أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ‌- أي أنهم ردف لكم، أو يردف بعضهم بعضا أرسالا، لا يأتون دفعة واحدة.

نزول الملائكة:

و أغفى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إغفاءة واحدة، ثم رفع رأسه فقال: أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع، أي: الغبار. و في رواية إسحاق: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر اللّه، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع».

ثم خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من باب العريش، و هو يثب في الدرع، و يقول: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ [القمر: 45]، ثم أخذ حفنة من الحصباء، فاستقبل بها قريشا و قال: شاهت الوجوه، و رمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينه و منخريه و فمه من تلك القبضة، و في ذلك أنزل اللّه: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‌ [الأنفال: 17].

الهجوم المضاد:

و حينئذ أصدر إلى جيشه أوامره بالهجمة المضادة فقال: شدوا، و حرضهم على القتال، قائلا: و الذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله اللّه الجنة، و قال و هو يحضهم على القتال، قوموا إلى جنة عرضها السموات‌

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست