responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 19

قباذ كما تبعه كثير من رعيته، ثم أرسل قباذ إلى ملك الحيرة- و هو المنذر بن ماء السماء- يدعوه إلى أن يختار هذا المذهب و يدين به، فأبى عليه ذلك حمية و أنفة، فعزله قباذ، و ولى بدله الحارث بن عمرو بن حجر الكندي بعد أن أجاب دعوته إلى المذهب المزدكي.

و خلف قباذ كسرى أنوشروان، و كان يكره هذا المذهب جدا، فقتل المزدك و كثيرا ممن دان بمذهبه، و أعاد المنذر إلى ولاية الحيرة، و طلب الحارث بن عمرو لكنه أفلت إلى دار كلب، فلم يزل فيهم حتى مات.

و استمر الملك بعد المنذر بن ماء السماء في عقبة، حتى كان النعمان بن المنذر، و هو الذي غضب عليه كسرى بسبب وشاية دبرها زيد بن عدي العبادي، و أرسل كسرى إلى النعمان يطلبه، فخرج النعمان حتى نزل سرا على هانئ بن مسعود سيد آل شيبان، فأودعه أهله و ماله، ثم توجه إلى كسرى، فحبسه كسرى حتى مات و ولي على الحيرة بدله إياس بن قبيصة الطائي، و أمره أن يرسل إلى هانئ بن مسعود يطلب منه تسليم ما عنده، فأبى ذلك هانئ حمية، و آذن الملك بالحرب، و لم تلبث أن جاءت مرازبة كسرى و كتائبه في موكب إياس، و كانت بين الفريقين موقعة هائلة عند ذي قار، و انتصر فيها بنو شيبان، و انهزمت الفرس هزيمة منكرة. و هذا أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم، و هو بعد ميلاد الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) بقليل، فإنه (عليه السلام) ولد لثمانية أشهر من ولاية إياس ابن قبيصة على الحيرة.

و ولّى كسرى على الحيرة بعد إياس حاكما فارسيا، و في سنة 632 م عاد الملك إلى آل لخم، فتولى منهم المنذر الملقب بالمعرور، و لم تزد ولايته على ثمانية أشهر حتى قدم عليه خالد بن الوليد بعساكر المسلمين‌ [1].

الملك بالشام‌

في العهد الذي ماجت فيه العرب بهجرات القبائل صارت بطون من قضاعة إلى مشارف الشام و سكنت بها، و كانوا من بني سليح بن حلوان الذين منهم بنو ضجعم بن سليح المعروفون باسم الضجاعمة، فاصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث، و ليكونوا عدة ضد الفرس، و ولوا منهم ملكا، ثم تعاقب الملك فيهم سنين، و من أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة، و يقدر زمنهم من أوائل القرن الثاني الميلادي إلى نهايته تقريبا، و انتهت‌


[1] محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري 1/ 29، 30، 31، 32.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست