عبد المطلب- و هو يومئذ على دين قومه- إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه، و توثق له، و كان أول متكلم [1].
بداية المحادثة و تشريح العباس لخطورة المسئولية
و بعد أن تكامل المجلس بدأت المحادثات لإبرام التحالف الديني و العسكري، و كان أول المتكلمين هو العباس بن عبد المطلب عم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). تكلم ليشرح لهم- بكل صراحة- خطورة المسئولية التي ستلقى على كواهلهم نتيجة هذا التحالف. قال:
(يا معشر الخزرج- و كان العرب يسمون الأنصار خزرجا، خزرجها و أوسها كليهما- إن محمدا منا حيث قد علمتم، و قد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه، و منعة في بلده، و إنه قد أبى إلا الانحياز إليكم و اللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، و مانعوه ممن خالفه، فأنتم و ما تحملتم من ذلك، و إن كنتم ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عز و منعة من قومه و بلده).
قال كعب: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول اللّه، فخذ لنفسك و لربك ما أحببت [2].
و هذا الجواب يدل على ما كانوا عليه من عزم و تصميم و شجاعة و إيمان و إخلاص في تحمل هذه المسئولية العظيمة، و تحمل عواقبها الخطيرة.
و ألقى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد ذلك بيانه، ثم تمت البيعة.
بنود البيعة
و قد روى ذلك الإمام أحمد عن جابر مفصلا. قال جابر: قلنا: يا رسول اللّه على ما نبايعك؟ قال:
«1- على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل.
2- و على النفقة في العسر و اليسر.
3- و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
4- و على أن تقوموا في اللّه، لا تأخذكم في اللّه لومة لائم.