responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 109

و كبيرها، فإما إلى النعيم المقيم، و إما إلى عذاب خالد في سواء الجحيم، فكانوا يقضون حياتهم بين الخوف و الرجاء يرجون رحمة ربهم و يخافون عذابه، و كانوا: يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‌ رَبِّهِمْ راجِعُونَ‌ و كانوا يعرفون أن الدنيا بعذابها و نعيمها لا تساوي جناح بعوضة في جنب الآخرة، و كانت هذه المعرفة القوية تهون لهم متاعب الدنيا و مشاقها و مرارتها، حتى لم يكونوا يكترثون لها و يلقون إليها بلالا.

5- القرآن-

و في هذه الفترة العصيبة الرهيبة الحالكة كانت تنزل السور و الآيات تقيم الحجج و البراهين على مبادئ الإسلام- التي كانت الدعوة تدور حولها- بأساليب منيعة خلابة، و ترشد المسلمين إلى أسس قدر اللّه أن يتكون عليها أعظم و أروع مجتمع بشري في العالم- و هو المجتمع الإسلامي- و تثير مشاعر المسلمين و نوازعهم على الصبر و التجلد، تضرب لذلك الأمثال، و تبين لهم ما فيه من الحكم: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‌ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ‌ [البقرة: 214] الم. أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‌ [العنكبوت: 1، 2، 3].

كما كانت تلك الآيات ترد على إيرادات الكفار و المعاندين ردا مفحما، و لا تبقي لهم حيلة، ثم تحذرهم مرة عن عواقب وخيمة- إن أصروا على غيهم و عنادهم- في جلاء و وضوح، مستدلا بأيام اللّه، و الشواهد التاريخية التي تدل على سنة اللّه في أوليائه و أعدائه، و تلطفهم مرة، و تؤدي حق التفهيم و الإرشاد و التوجيه، حتى ينصرفوا عما هم فيه من الضلال المبين.

و كان القرآن يسير بالمسلمين في عالم آخر، و يبصرهم من مشاهد الكون، و جمال الربوبية، و كمال الألوهية، و آثار الرحمة و الرأفة، و تجليات الرضوان ما يحنون إليه حنينا لا يقوم له أي عقبة.

و كانت في طي هذه الآيات خطابات للمسلمين، فيها يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم، و تصور لهم صورة أعدائهم من الكفرة الطغاة الظالمين، يحاكمون، و يصادرون، ثم يسحبون في النار على وجوههم، ذوقوا مس سقر.

6- البشارات بالنجاح‌

و مع هذا كله كان المسلمون يعرفون منذ أول يوم لاقوا فيه الشدة و الاضطهاد- بل و من قبله- أن الدخول في الإسلام ليس معناه جر المصائب‌

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست