responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 2  صفحه : 489

فى الناس، فقال: إن الدبرة بعد ساعة لمن بدأ اليوم، فاصبروا و احملوا، فإن النصر مع الصبر. فاجتمع إليه هلال بن علفة، و مالك بن ربيعة، و الكلح الضبى، و ضرار بن الخطاب، و ابن الهذيل، و غالب، و طليحة، و عاصم بن عمرو بن ذى البردين، و أمثالهم ممن اختصر ذكره، و معهم عشائرهم. ثم صمدوا لرستم حتى خالطوا الذين دونه مع الصبح.

و لما رأت ذلك القبائل قام فيهم رجال منهم، فقالوا: لا يكونن هؤلاء أجد فى أمر الله تعالى، منكم، و لا أسخى نفسا عن الدنيا، تنافسوها. فحملوا مما يليهم حتى خالطوا الذين بإزائهم.

و قام فى ربيعة عتيبة بن النهاس، و فرات بن حيان، و المعنى بن حارثة، و سعيد بن مرة، فى أمثالهم، فقالوا: أنتم أعلم الناس بفارس و أجرؤهم عليهم فيما مضى، فما يمنعكم اليوم أن تكونوا أجرأ مما كنتم.

و اقتتل الناس إلى أن انفرج قلب المشركين حين قام قائم الظهيرة، و قد ركد عليهم النقع، و اشتد الحر، و سقفتهم الشمس، فهبت ريح عاصف، فقلعت طيارة رستم عن سريره، فهوت فى العتيق، فانتهى القعقاع و أصحابه إلى السرير فعثروا به، و قد قام رستم عنه حين طارت الريح بالطيارة إلى بغال قدمت عليه يومئذ بمال فهى واقفة، فاستظل فى ظل بغل منها و حمله، و ضرب هلال بن علفة العدل الذي على البغل الذي رستم تحته، فقطع حباله، فوقع عليه أحد العدلين، و لا يراه هلال و لا يشعر به، فأزال من ظهره فقارا، و يضربه ضربة فنفحت مسكا، و مضى رستم نحو العتيق فرمى بنفسه فيه، فاقتحمه عليه هلال، فتناوله و قد عام، فأخرجه ثم ضرب جبينه بالسيف حتى قتله، ثم جاء به فرمى به بين أرجل البغال، و صعد السرير، ثم نادى: قتلت رستما و رب الكعبة، إلىّ إلىّ، فأطافوا به ما يحسون السرير و ما يرونه، و كبروا و تنادوا، و انبت قلب المشركون عندها و انهزموا، و قام الجالينوس على الردم، و نادى أهل فارس إلى العبور، و انسفى الغبار، فأما المقترنون فإنهم خشعوا فتهافتوا فى العتيق، فوخزهم المسلمون برماحهم فما أفلت منهم مخبر، و هم ثلاثون ألفا.

و أخذ ضرار بن الخطاب «درفش كابيان»، راية كسرى، فعوض عنها ثلاثين ألفا، و كانت قيمتها ألف ألف و مائتى ألف، و قتلوا فى المعركة من الليل، يعنى ليلة الهرير، عشرة آلاف سوى من قتلوا فى تلك الثلاثة الأيام.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 2  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست