responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 2  صفحه : 170

رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) اجلس يا أخى، فجلس أخوه، فقال خالد: الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الذي بعث محمدا (صلى اللّه عليه و سلم)، بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون، فالله منجز وعده، و معز دينه، و مهلك عدوه.

ثم أقبل على أبى بكر فقال: و نحن أولا غير مخالفين لك، و لا متخلفين عنك، و أنت الوالى الناصح الشفيق، ننفر إذا استنفرتنا، و نطيعك إذا أمرتنا، و نجيبك إذا دعوتنا، ففرح بمقالته أبو بكر رضى الله عنه، و قال له: جزاك الله خيرا من أخ و خليل، فقد أسلمت مرتغبا، و هاجرت محتسبا، و هربت بدينك من الكفار لكى يطاع الله و رسوله و تعلو كلمته، فأنت أمير الناس، فتيسر رحمك الله.

ثم إنه نزل، و رجع خالد بن سعيد فتجهز، و أمر أبو بكر رضى الله عنه، بلالا فأذن فى الناس: انفروا أيها الناس إلى جهاد عدوكم: الروم بالشام، و أمير الناس خالد بن سعيد، فكان الناس لا يشكون أن خالدا أميرهم، و كان خالد بن سعيد من عمال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، على اليمن، فلما قبض رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، جاء المدينة و قد استخلف الناس أبا بكر، فاحتبس عن أبى بكر ببيعته أياما، و أتى بنى هاشم و قال: أنتم الظهر و البطن و الشعار دون الدثار، فإذا رضيتم رضينا، و إذا سخطتم سخطنا، حدثونى: أ بايعتم هذا الرجل؟

قالوا: نعم، قال: على بر و رضى من جماعتكم؟ قالوا: نعم، قال: فإنى أرضى إذا رضيتم، و أبايع إذا بايعتم، أما أنكم و الله يا بنى هاشم فينا لطوال الشجر، طيبو الثمر، ثم بايع أبا بكر بعد ذلك.

و بلغت مقالته أبا بكر فلم يبال، و اضطغن ذلك عليه عمر، فلما ولاه أبو بكر الجند الذي استنفر إلى الشام، أتى عمر، أبا بكر فقال: أتولى خالد بن سعيد و قد حبس عنك بيعته، و قال لبنى هاشم ما بلغك، و قد جاء بورق اليمن و عبيد له حبشان و بدروع و رماح؟ ما أرى أن توليه و ما آمن خلافه، و كان أبو بكر لا يخالف عمر و لا يعصيه، فدعا يزيد بن أبى سفيان، و أبا عبيدة بن الجراح، و شرحبيل بن حسنة، فقال لهم: إنى باعثكم فى هذا الوجه، و مؤمركم على هذا الجند، و أنا باعث على كل رجل من الرجال ما قدرت عليه، فإذا قدمتم البلد و لقيتم العدو فاجتمعتم على قتالهم فأميركم أبو عبيدة.

و إن أبو عبيدة لم يلقكما و جمعتكما حرب فيزيد بن أبى سفيان الأمير، انطلقوا فتجهزوا.

فخرج القوم يتجهزون، و بلغ ذلك خالد بن سعيد، فتيسر و تهيأ بأحسن هيئة، ثم أقبل نحو أبى بكر و عنده المهاجرون و الأنصار أجمع ما كانوا، و قد تيسر الناس، و أمروا بالعسكرة مع هؤلاء النفر الثلاثة، فسلم على أبى بكر و على المسلمين، ثم جلس، فقال‌

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 2  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست