responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 83

تدمر دنياها بطيش حلومها* * * و ما ضيعت من دينها فهو أكثر

كذاك القرون قبل ذاك بظلمها* * * و إسرافها تأتى الشرور فتخسر

و كان لخنيعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه فى مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد ذلك، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه و جنده قد أخذ مسواكا فجعله فى فيه علامة للفراغ من خبيث فعله.

حتى بعث إلى زرعة ذى نواس، بن تبان أسعد، أخى حسان، و كان صبيا صغيرا حين قتل حسان، ثم شب غلاما جميلا و سيما ذا هيئة و عقل، فلما أتاه رسوله عرف ما يريد به، فأخذ سكينا حديدا لطيفا فخبأه بين قدمه و نعله، ثم أتاه فلما خلا معه وثب إليه، فواثبه ذو نواس فوجأه حتى قتله، ثم حز رأسه فوضعه فى الكوة التي كان يشرف منها، و وضع مسواكه فى فيه ثم خرج على الناس، فسألوه فأشار لهم إلى الرأس فنظروا فإذا رأس لخنيعة مقطوع، فخرجوا فى أثر ذى نواس حتى أدركوه، فقالوا: ما ينبغى أن يملكنا غيرك إذ أرحتنا من هذا الخبيث فملكوه، و اجتمعت عليه حمير و قبائل اليمن، فكان آخر ملوك حمير، و يسمى يوسف، فأقام فى ملكه سنين‌ [1].

قال ابن قتيبة: ثمانيا و ستين سنة. إلى أن كان منه فى أهل نجران ما تقدم ذكره، فكان ذلك سببا لاستئصال ملكه و استيلاء الحبشة على اليمن.

ذكر دخول الحبشة أرض اليمن و استيلائهم على ملكها و ذكر السبب فى ذلك مع ما يتصل به من أمر الفيل‌

و لما انتهى زرعة ذو نواس إلى ما انتهى إليه بأهل نجران من التحريق و القتل، أفلت منهم رجل من سبأ يقال له دوس ذو ثعلبان على فرس له، فسلك الرمل فأعجزهم، فمضى على وجهه ذلك حتى أتى قيصر صاحب الروم، فاستنصره على ذى نواس و جنوده، و أخبره بما بلغ منهم، فقال له: بعدت بلادك منا، و لكنى سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين، و هو أقرب إلى بلادك.

فكتب إليه يأمره بنصره و الطلب بثأره.


[1] انظر: السيرة (1/ 43).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست