responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 71

ابن ذى يزن للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) و ما ألقاه من أمره إلى جده عبد المطلب عند وفادته عليه.

قال: و ذكروا أنه لم يكن لسيف بن ذى يزن ذلك العلم فى قصة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إلا من جهة تبع، و ما تناهى إليه مما كان ألقاه إليهم و عرفهم به من خبر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و سنذكر خبر سيف هذا فى موضعه إن شاء الله.

و أما موقع النصرانية [1] بأرض العرب، فقد كان بنجران بقايا من أهل دين عيسى ابن مريم على الإنجيل، أهل فضل و استقامة من أهل دينهم، لهم رأس يقال له عبد الله ابن الثامر، و كان موقع أصل ذلك الدين بنجران، و هى بأوسط أرض العرب فى ذلك الزمان، و أهلها و سائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له: «فيميون»، وقع بين أظهرهم فحملهم عليه فدانوا به.

فحدث وهب بن منبه: أن فيميون كان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا فى الدنيا مجاب الدعوة، و كان سائحا ينزل القرى، لا يعرف فى قرية إلا خرج منها إلى قرية لا يعرف بها، و كان لا يأكل إلا من كسب يده، و كان بناء يعمل الطين، و كان يعظم الأحد، فإذا كان يوم الأحد لم يعمل فيه شيئا، و خرج إلى فلاة من الأرض، فصلى فيها حتى يمسى.

قال: و كان فى قرية من قرى الشام يعمل عمله ذلك مستخفيا، ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح، فأحبه صالح حبا لم يحب شيئا كان قبله مثله، فكان يتبعه حيث ذهب و لا يفطن له فيميون، حتى خرج مرة فى يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع، و قد أتبعه صالح، و فيميون لا يدرى، فجلس صالح منه منظر العين مستخفيا منه لا يحب أن يعلم بمكانه، و قام فيميون يصلى، فبينا هو يصلى إذ أقبل نحوه التنين، الحية ذات الرءوس السبعة، فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت، و رآها صالح و لم يدر ما أصابها فخاف عليه فعيل عوله فصرخ: يا فيميون التنين قد أقبل نحوك.

فلم يلتفت إليه و أقبل على صلاته حتى فرغ منها.

و أمسى فانصرف و عرف أنه قد عرف، و عرف صالح أنه قد رأى مكانه، فقال له: يا فيميون تعلم و الله أنى ما أحببت شيئا قط حبك، و قد أردت صحبتك و الكينونة معك حيثما كنت.

قال: ما شئت، أمرى كما ترى، فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم. فلزمه صالح، و قد كاد أهل القرية يفطنون لشأنه، و كان إذا ما جاءه العبد به الضر دعا له فشفى، و إذا


[1] راجع السيرة (1/ 46)، و ما بعدها. أمر عبد الله بن الثامر، و أصحاب الأخدود.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست