نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 59
ثم إن قصيا هلك، فأقام أمره فى قومه و فى غيرهم بنوه من بعده. فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قصى قطع لقومه بها، فكانوا يقطعونها فى قومهم و فى غيرهم من حلفائهم و يبيعونها.
فأقامت قريش على ذلك معهم ليس بينهم اختلاف و لا تنازع [1].
ثم إن بنى عبد مناف بن قصى: عبد شمس و هاشما و المطلب و نوفلا أجمعوا أن يأخذوا ما فى يدى بنى عبد الدار بن قصى مما كان قصى جعل إلى عبد الدار من الحجابة و اللواء و السقاية و الرفادة، و رأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم و فضلهم فى قومهم، فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة منهم مع بنى عبد مناف على رأيهم يرون أنهم أحق به من بنى عبد الدار لمكانهم فى قومهم، و كانت طائفة مع بنى عبد الدار يرون ألا ينزع منهم ما كان قصى جعل إليهم.
فكان صاحب أمر بنى عبد مناف، عبد شمس بن عبد مناف؛ و ذلك أنه كان أسنهم.
و كان صاحب أمر بنى عبد الدار عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
و كانت بنو أسد بن عبد العزى بن قصى، و بنو زهرة بن كلاب، و بنو تيم بن مرة ابن كعب، و بنو الحارث بن فهر مع بنى عبد مناف.
و كان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، و بنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، و بنو جمح بن عمرو بن هصيص، و بنو عدى بن كعب مع بنى عبد الدار.
و خرجت عامر بن لؤيّ و محارب بن فهر، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين.
فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا و لا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة [2].
فأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا [3] فوضعوها لأحلافهم فى المسجد عند
[2] قال فى اللسان (مادة صوف): صوف البحر شيء على شكل هذا الصوف الحيوانى واحدته صوفة، و من الأبديات قولهم: لا آتيك ما بل بحر صوفة.
[3] قال فى السيرة: يزعمون أن بعض نساء بنى عبد مناف قد أخرجته لهما، و لم يسمها. و قال السهيلى فى الروض الأنف: سماها الزبير فى موضعين من كتابه فقال: هى أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و توأمة أبيه. انظر: الروض الأنف (1/ 153).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 59