نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 380
و أصيب فم عبد الرحمن بن عوف فهتم و جرح عشرين جراحة أو أكثر، أصابه بعضها فى رجله فعرج.
و أتى أنس بن النضر عم أنس بن مالك و به سمى، إلى عمر بن الخطاب و طلحة بن عبيد الله فى رجال من المهاجرين و الأنصار قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا:
قد قتل محمد رسول الله. قال: فما تصنعون بالحياة بعده! قوموا على ما مات عليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم). ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، (رحمه الله تعالى).
و روى حميد عن أنس، أن عمه أنس بن النضر هذا غاب عن قتال يوم بدر، فقال:
غبت عن أول قتال قاتله رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المشركين لئن أشهدنى الله قتالا ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعنى المشركين، و أعتذر إليك مما جاء به هؤلاء، يعنى المسلمين، ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أى سعد، و الذي نفسى بيده إنى لأجد ريح الجنة دون أحد! واها لريح الجنة. فقال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. فوجدناه بين القتلى و به بضع و ثمانون جراحة من ضربة بسيف و طعنة برمح و رمية بسهم، و قد مثلوا به حتى عرفته أخته ببنانه.
قال أنس: كنا نقول أنزلت هذه الآية: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب: 23] فيه و فى أصحابه.
قال ابن إسحاق [1]: و كان أول من عرف رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بعد الهزيمة و تحدث الناس بقتله: كعب بن مالك الأنصاري، قال: عرفت عينيه تزهران تحت المغفر فناديت بأعلى صوتى: يا معشر المسلمون أبشروا، هذا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فأشار إلى أن أنصت. فلما عرف المسلمون رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) نهضوا به و نهض معهم نحو الشّعب، معه أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و على بن أبى طالب و طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام و الحارث بن الصمة، و رهط من المسلمين.
فلما أسند رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى الشعب أدركه أبى بن خلف و هو يقول: أين محمد: لا نجوت إن نجوت! فقال القوم: يا رسول الله، أ يعطف عليه رجل منا؟ فقال: «دعوه» [2].