نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 367
الشام، فسلكوا طريق العراق، فخرج منهم تجار فيهم أبو سفيان بن حرب، و معه فضة كثيرة و هى عظم تجارتهم، و بعث رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) زيد بن حارثة فلقيهم على القردة- ماء من مياه نجد- فأصاب تلك العير و ما فيها و أعجزه الرجال فقدم بها على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).
فذلك الذي يعنى حسان بن ثابت بقوله فى غزوة بدر الآخرة يؤنب قريشا فى أخذهم تلك الطريق:
دعوا فلجات الشام قد حال دونها* * * جلاد كأفواه المخاض الأوارك [1]
بأيدى رجال هاجروا نحو ربهم* * * و أنصاره حقا و أيدى الملائك
إذا سلكت للغور من بطن عالج* * * فقولا لها ليس الطريق هنالك[2]
مقتل كعب بن الأشرف
و لما بعث رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) زيد بن حارثة و عبد الله بن رواحة بشيرين إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عليه و قتل من قتل من المشركين ببدر، قال كعب بن الأشرف و كان رجلا من طيء، ثم أحد بنى نبهان، و أمه من بنى النضير، حين بلغه هذا الخبر:
أحق هذا؟ أ ترون أن محمدا قتل هؤلاء الذين يسمى هذان الرجلان؟ فهؤلاء اشراف العرب و ملوك الناس، و الله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير لى من ظهرها.
فلما تبين عدو الله الخبر، خرج حتى قدم مكة، فجعل يحرض على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و ينشد الأشعار، و يبكى أصحاب القليب من قريش، ثم رجع إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.
فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): من لى من ابن الأشراف؟ فقال له محمد بن مسلمة الأشهلى:
أنا لك به يا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أنا أقتله قال: فافعل إن قدرت على ذلك.
فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل و لا يشرب إلا ما يعلق به نفسه، فذكر ذلك لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فدعاه فقال له: لم تركت الطعام و الشراب؟ فقال يا رسول الله،
[1] الفلجات: العيون الجارية. و المخاض: الإبل الحوامل. و الأوارك: الإبل التي ترعى الأراك، و هو شجر السواك.
[2] الغور: الأرض المنخفضة. و بطن عالج: أى موضع كثير الرمل.
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 367