قال ابن إسحاق [2]: ثم إن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) سمع بأبى سفيان بن حرب مقبلا من الشام فى عير لقريش عظيمة.
فندب المسلمين إليهم، و قال: «هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها» [3].
فانتدب الناس، فخف بعضهم و ثقل بعضهم، و ذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يلقى حربا.
و كان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار، و يسأل من لقى من الرّكبان، تخوفا، حتى أصاب من بعضهم خبرا باستنفار رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) له و لعيره، فحذر عند ذلك، و استأجر ضمضم بن عمرو الغفارى، فبعثه إلى مكة ليخبر قريشا بذلك، و يستنفرهم إلى أموالهم، فخرج ضمضم سريعا.
و كانت عاتكة بنت عبد المطلب [4] قد رأت قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث رؤيا أفزعتها، فقالت لأخيها العباس: يا أخى، و الله لقد رأيت الليلة رؤيا لقد أفظعتنى و تخوفت أن يدخل على قومك منها شر و مصيبة، فاكتم عنى ما أحدثك، فقال لها: و ما رأيت؟.
[1] ذكرها ابن الجوزى فى المنتظم (3/ 97)، الواقدى فى المغازى (1/ 19)، ابن سعد فى الطبقات (2/ 1/ 6 ط الشعب)، الطبرى فى تاريخه (2/ 421)، ابن كثير فى البداية و النهاية (3/ 256)، ابن الأثير فى الكامل فى التاريخ (2/ 14).
[3] انظر الحديث فى: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 1/ 6)، الدر المنثور للسيوطى (3/ 168)، تفسير ابن كثير (3/ 557)، تفسير القرطبى (7/ 373)، تفسير الطبرى (9/ 122)، البداية و النهاية لابن كثير (3/ 256).
[4] انظر ترجمتها فى: طبقات ابن سعد (8/ 43)، المعارف (118)، الإصابة ترجمة رقم (11455)، أسد الغابة ترجمة رقم (7088).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 324