responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 272

عن بلادهم، فهم من بين مفتون فى دينه و بين معذب فى أيديهم و بين هارب فى البلاد، منهم بأرض الحبشة، و منهم بالمدينة و فى كل وجه.

فلما عتت قريش على الله وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة، و كذبوا نبيه و عذبوا و نفوا من عبده و وحده و صدق نبيه و اعتصم بدينه، أذن الله تبارك و تعالى لرسوله (صلى اللّه عليه و سلم) فى القتال و الامتناع و الانتصار ممن ظلمهم و بغى عليهم، فكانت أول آية أنزلت فى إذنه فى الحرب و إحلاله له الدماء و القتال لمن بغى عليهم، فيما بلغنى عن عروة بن الزبير، و غيره من العلماء [1]، قول الله تبارك و تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى‌ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج: 39، 41].

ثم أنزل الله عليه: وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أى حتى لا يفتن مؤمن عن دينه‌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ‌ [البقرة: 193] أى و حتى يعبد الله لا يعبد غيره.

بدء الهجرة إلى المدينة

قال ابن إسحاق‌ [2]: فلما أذن الله تبارك و تعالى لرسوله فى الحرب، و بايعه هذا الحى من الأنصار على الإسلام و النصرة له و لمن اتبعه و أوى إليهم من المسلمين، أمر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أصحابه من قومه و من معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة و الهجرة إليها و اللحوق بإخوانهم من الأنصار، و قال: إن الله قد جعل لكم إخوانا و دارا تأمنون بها، فخرجوا أرسالا و أقام رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة ينتظر أن يأذن له ربه فى الخروج من مكة و الهجرة إلى المدينة [3].

فكان أول من هاجر إليها من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من قريش من بنى مخزوم: أبو


[1] انظر الحديث فى: سنن الترمذى (3171)، سنن النسائى الكبرى (6/ 411)، المستدرك للحاكم (2/ 66)، تفسير ابن كثير (5/ 430).

[2] انظر: السيرة (2/ 77).

[3] ذكره ابن كثير فى البداية و النهاية (3/ 169).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست