نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 263
ءو طهر ثوبيه و تشهد شهادة الحق و ركع ركعتين، ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادى قومه و معه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به.
فلما وقف عليهم قال: يا بنى عبد الأشهل كيف تعلمون أمرى فيكم؟ قالوا: سيدنا، أفضلنا رأيا و أيمننا نقيبة [1]. قال: فإن كلام رجالكم و نسائكم حرام على حتى تؤمنوا بالله و رسوله.
قال: فو الله ما أمسى فى دار بنى عبد الأشهل رجل و لا امرأة إلا مسلما أو مسلمة.
و رجع مصعب إلى منزل أسعد بن زرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا و فيها رجال و نساء مسلمون [2]، إلا ما كان من دار بنى أمية بن زيد و خطمة و وائل و واقف، و تلك أوس الله، و هم من الأوس بن حارثة.
و ذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت [3] و كان شاعرا لهم قائدا يسمعون منه و يطيعونه، فوقف بهم عن الإسلام حتى هاجر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و مضى بدر و أحد و الخندق، و قال فيما رأى من الإسلام و ما اختلف الناس فيه من أمره:
أرب الناس أشياء المت* * * يلف الصعب منها بالذلول
أرب الناس إما إن ضللنا* * * فيسرنا لمعروف السبيل
فلو لا ربنا كنا يهودا* * * و ما دين اليهود بذى شكول [4]
و لو لا ربنا كنا نصارى* * * مع الرهبان فى جبل الجليل
و لكنا خلقنا إذ خلقنا* * * حنيفا ديننا عن كل جيل [5]
نسوق الهدى ترسف مذعنات* * * مكشفة المناكب فى الجلول
[1] أيمننا نقيبة: النقيبة أيمن النعل، و قال ابن بزرج: اللهم نقيبة أى نفاذ رأى، و رجل ميمون النقيبة:
مبارك النفس، مظفر بما يحاول. انظر: اللسان (مادة نقب).
[2] انظر الحديث فى: دلائل النبوة للبيهقى (2/ 438، 439)، مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 42).
[4] قال السهيلى فى الروض الأنف: شكول جمع شكل، و شكل الشيء بالفتح هو مثله، و الشكل بالكسر الدل و الحسن، فكأنه أراد أن دين اليهود بدع فليس له شكول أى: ليس له نظير فى الحقائق و لا مثيل يعضده من الأمر بالمعروف المقبول.
[5] خنيفا: من حنف إذا مال، أى مائلا عن الأديان الباطلة، و الميل هو الصنف من الناس.
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 263