responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 262

فأخذ أسيد حربته ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه. قال: فوقف عليهما متشتما فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا، اعتزلانا إن كانت بأنفسكما حاجة.

فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته و إن كرهته كف عنك ما تكره. قال: أنصفت، ثم ركز حربته و جلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام و قرأ عليه القرآن، فقالا فيما ذكر عنهما: و الله لعرفنا فى وجهه الإسلام قبل أن يتكلم فى إشراقه و تسهله، ثم قال: ما أحسن هذا و أجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا فى هذا الدين؟ قالا له: تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك ثم تتشهد شهادة الحق ثم تصلى.

فقام فاغتسل و طهر ثوبيه و تشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما:

إن ورائى رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه و سأرسله إليكما الآن، سعد ابن معاذ. ثم انصرف إلى سعد و قومه و هم جلوس فى ناديهم، فلما نظر إليه سعد مقبلا قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما وقف على النادى قال له سعد: ما فعلت؟ قال كلمت الرجلين فو الله ما رأيت بهما بأسا، و قد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت. و قد حدثت أن بنى حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، و ذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك‌ [1].

فقام سعد مغضبا مبادرا متخوفا للذى ذكر له من بنى حارثة، فأخذ الحربة من يده ثم قال: و الله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما فلما رآهما مطمئنين عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشتما ثم قال: يا أبا أمامه، و الله لو لا ما بينى و بينك من القرابة ما رمت هذا منى، أتغشانا فى دارينا بما نكره!.

و قد قال أسعد لمصعب بن عمير: أى مصعب، جاءك و الله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان. فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمرا و رغبت فيه قبلته و إن كرهته عزلنا عنك ما تكره.

قال سعد: أنصفت. ثم ركز الحربة و جلس، فعرض عليه الإسلام و قرأ عليه القرآن.

قالا: فعرفنا و الله فى وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه و تسهله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم و دخلتم فى هذا الدين؟.

قالا: تغتسل فتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلى ركعتين. فقام فاغتسل‌


[1] ليخفروك: أخفره أى نقض عهده و خاس به و غدره، و أخفر الذمة لم يف بها.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست