نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 243
صلى. فكان (صلى اللّه عليه و سلم) إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود فيقف به على بابه ثم يقول: يا بنى عبد مناف أى جوار هذا؟! ثم يلقيه فى الطريق [1].
قال ابن إسحاق[2]: ثم إن خديجة بنت خويلد و أبا طالب هلكا فى عام واحد، فتتابعت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المصائب بهلك خديجة، و كانت له وزير صدق على الإسلام، يسكن إليها، و بمهلك أبى طالب عمه، و كان له عضدا و حرزا فى أمره و منعة و ناصرا على قومه، و ذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين.
فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من الأذى ما لم تكن تطمع به فى حياة أبى طالب، حتى اعترضاه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا، فدخل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بيته و التراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب و هى تبكى، و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يقول لها: «لا تبكى يا بنية، فإن الله مانع أباك.
و يقول بين ذلك: ما نالت منى قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب» [3].
قال: و لما اشتكى أبو طالب و بلغ قريشا ثقله قال بعضها لبعض: إن حمزة و عمر قد أسلما، و قد فشا أمر محمد فى قبائل قريش كلها، فانطلقوا بنا إلى أبى طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه و لنعطه منا فإنا و الله ما نأمن أن يبتزونا [4] أمرنا.
فمشوا إلى أبي طالب فكلموه، و هم أشراف قومه، عتبة و شيبة ابنا ربيعة، و أبو جهل ابن هشام، و أمية بن خلف، و أبو سفيان بن حرب فى رجال من أشرافهم، فقالوا: يا أبا طالب، إنك منا حيث قد علمت، و قد حضرك ما ترى و تخوفنا عليك، و قد علمت الذي بيننا و بين ابن أخيك، فادعه و خذ له منا و خذ لنا منه ليكف عنا و نكف عنه و ليدعنا و ديننا و ندعه و دينه، فبعث إليه أبو طالب فجاء فقال: يا ابن أخى، هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليعطوك و ليأخذوا منك، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب و تدين لكم بها العجم. فقال أبو جهل: نعم و أبيك، و عشر كلمات، قال: تقولون: لا إله إلا الله، و تخلعون ما تعبدون من دونه.
[1] انظر الحديث فى: طبقات ابن سعد (1/ 201)، تاريخ الطبرى (1/ 553)، البداية و النهاية لابن كثير (3/ 134، 135).