responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 227

الإسلام، و قال قصيدة يمدحه فيها، نذكرها بعد. فلما كان بمكة أو قريبا منها اعترضاه بعض المشركين من قريش فسأله عن أمره، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ليسلم.

فقال له: يا أبا بصير، إنه يحرم الزنا. فقال الأعشى: و الله إن ذلك لأمر ما لى فيه من أرب. فقال: يا أبا بصير، فإنه يحرم الخمر [1]. فقال: أما هذه فو الله إن فى النفس منها لعلالات، و لكنى منصرف فأتروى منها عامى هذا ثم آتيه فأسلم.

فانصرف فمات فى عامه ذلك و لم يعد إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، هذا ما ذكر ابن هشام فى قصة الأعشى، و ظاهره يقتضى أن قصده كان إلى مكة و أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فيها حينئذ لم يهاجر بعد.

و يعارض هذا الظاهر ما ذكر من تحريم الخمر، فإن أهل النقل مجمعون على أن الخمر إنما حرمت بالمدينة بعد أن مضى بدر و أحد و نزل تحريمها فى سورة المائدة و هى من آخر ما نزل من القرآن فإن صح أن خروج الأعشى كان قبل الهجرة كما فى ظاهر الخبر فلعل المشرك الذي لقيه و أخبره عن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بتحريم الخمر، أراد بهذا القول تنفيره عن الإسلام و إبعاده عنه، مع ما كان من كراهية رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أبدا للخمر و تنزيه الله إياه عنها.

أ لا تراه ليلة الإسراء لما عرضت عليه آنية الخمر و اللبن اختار اللبن فقيل له: هديت للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك. و الإسراء إنما كان بمكة فى صدر الإسلام. و قد يمكن أن يكون قصد الأعشى إلى المدينة بعد الهجرة و بعد تحريم الخمر فتلقاه بعض المشركين من قريش ممن لم يكن أسلم بعد.

و لعل هذا هو الأولى بدليل قوله فى قصيدته الآتية بعد:

ألا أيهذا السائلى أين يممت‌* * * فإن لها فى أهل يثرب موعدا

و الله أعلم بالحقيقة فى ذلك كله، و القصيدة التي مدح بها رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) هى قوله:


[1] قال السهيلى فى الروض الأنف (2/ 136): هذه غفلة من ابن هشام، و من قال بقوله: فإن الناس مجمعون على أن الخمر لم ينزل تحريمها إلا بالمدينة بعد أن مضيت بدر و أحد، و حرمت فى سورة المائدة و هى من أخر ما نزل، و فى الصحيحين من ذلك قصة حمزة حين شربها، و غتنه القينتان: ألا يا حمز للشرف النواء، فبقر خواصر الشارفين، و اجتنب أسمنتها، و قوله للنبى (صلى اللّه عليه و سلم):

هل أنتم إلا عبيد لآبائى، و هو ثمل، ... الحديث، فإن صح خبر الأعشى و ما ذكر له فى الخمر، فلم يكن هذا بمكة، و إنما كان بالمدينة، و يكون القائل له: أ ما علمت أنه يحرم الخمر من المنافقين أو من اليهود، فالله أعلم.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست