responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 211

فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه، فأخذ أبو البخترى لحى بعير فضربه، فشجه و وطئه وطأ شديدا، و حمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك و هم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه فيشمتوا بهم.

و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على ذلك يدعو قومه ليلا و نهارا و سرا و جهرا، مباديا لأمر الله لا يتقى فيه أحدا من الناس.

فجعلت قريش حين منعه الله منها و قام عمه و قومه من بنى هاشم و بنى المطلب دونه و حالوا بينهم و بين ما أرادوا من البطش به، يهمزونه و يستهزءون به و يخاصمونه و جعل القرآن ينزل فى قريش بأحداثهم، و فيمن نصب لعداوته، منهم من سمى لنا، و منهم من نزل فيه القرآن فى عامة من ذكر الله من الكفار.

فكان من سمى لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن عمه أبو لهب و امرأته أم جميل بنت حرب بن أمية، حمالة الحطب، و إنما سماها الله عز و جل حمالة الحطب أنها كانت فيما بلغنى، تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حيث يمر.

و كان أبو لهب يقول فى بعض ما يقول: يعدنى محمد أشياء لا أراها، يزعم أنها كائنة بعد الموت، فما ذا وضع فى يدى بعد ذلك! ثم ينفخ فى يديه و يقول: تبا لكما ما أرى فيكما شيئا مما يقول محمد!

فأنزل الله عز و جل فيهما: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ ما أَغْنى‌ عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ سَيَصْلى‌ ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد: 1، 5] [1].

قال ابن إسحاق‌ [2]: فذكر لى أن أم جميل حين سمعت ما نزل فيها و فى زوجها من‌


[1] ذكره الشوكانى فى فتح القدير (5/ 745).

و روى البخاري فى سبب نزول هذا السورة عن ابن عباس أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى «يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش: فقال: أ رأيتم إن حدثتكم أن العدم مصبحكم أو ممسيكم أ كنتم تصدقونى؟» قالوا: نعم، قال: «فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد»، فقال أبو لهب أ لهذا جمعتنا؟ تبا لك فأنزل الله‌ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَ‌ إلى آخرها.

و فى رواية فقام ينفض يديه و هو يقول: تبا لك سائر اليوم أ لهذا جمعتنا؟ فأنزل الله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ‌.

[2] انظر: السيرة (1/ 291- 292).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست