نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 132
ثم إن قريشا تجزأت الكعبة، فكان شق الباب لبنى عبد مناف و زهرة، و كان ما بين الركن الأسود و الركن اليمانى لبنى مخزوم و قبائل من قريش انضموا إليهم، و كان ظهر الكعبة لبنى جمح و بنى سهم، و كان شق الحجر لبنى عبد الدار بن قصى، و لبنى أسد بن عبد العزى بن قصى، و لبنى عدى بن كعب رهو الحطيم.
ثم إن الناس هابوا هدمها و فرقوا منه، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم فى هدمها، فأخذ المعول، ثم قام عليها و هو يقول: اللهم لم ترع، و يقال: لم نزع اللهم إنا لا نريد إلا الخير.
ثم هدم من ناحية الركنين، فتربص الناس تلك الليلة، و قالوا: ننظر، فإن أصيب لم نهدم منها شيئا و رددناها كما كانت، و إن لم يصبه شيء هدمنا، فقد رضى الله ما صنعنا.
فأصبح الوليد من ليلته غاديا إلى عمله، فهدم و هدم الناس معه، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس أساس إبراهيم أفضوا إلى حجارة خضر، كالأسنة آخذ بعضها بعضا.
و قال ابن إسحاق [1]: فحدثنى بعض من يروى الحديث: أن رجلا من قريش ممن كان يهدمها، أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما، فلما تحرك الحجر تنقضت مكة بأسرها، فانتهوا عن ذلك الأساس.
قال [2]: و حدثت أن قريشا وجدوا فى الركن كتابا بالسريانية، فلم يدروا ما هو حتى قرأه لهم رجل من يهود، فإذا هو: أنا الله ذو بكة، خلقتها يوم خلقت السموات و الأرض، و صورت الشمس و القمر، و حففتها بسبعة أملاك حنفاء، لا تزول حتى يزول أخشباها، مبارك لأهلها فى الماء و اللبن.
و حدثت أنهم وجدوا فى المقام كتابا فيه: مكة بيت الله الحرام، يأتيها رزقها من ثلاثة سبل، لا يحلها أول من أهلها. و زعم ليث بن أبى سليم أنهم وجدوا حجرا فى الكعبة قبل مبعث النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بأربعين سنة إن كان ما يذكر حقا، مكتوبا فيه: من يزرع خيرا يحصد غبطة، و من يزرع شرا يحصد ندامة، تعملون السيئات، و تجزون الحسنات!! أجل كما لا يجتنى من الشوك العنب.